قالت مصادر مقربة من أوبك+ لرويترز إن قرار المجموعة يوم الاثنين التمسك بخطة لزيادة إنتاج النفط باعتدال وبالتدريج، على الرغم من ارتفاع الأسعار لأعلى مستوياتها منذ سنوات، يرجع لأسباب منها القلق من إمكانية تراجع الطلب الأسعار.
من ألكس لولر وأحمد غدار وأوليسيا أستاخوفا
لندن/موسكو (رويترز) – قالت مصادر مقربة من أوبك+ لرويترز إن قرار المجموعة يوم الاثنين التمسك بخطة لزيادة إنتاج النفط باعتدال وبالتدريج، على الرغم من ارتفاع الأسعار لأعلى مستوياتها منذ سنوات، يرجع لأسباب منها القلق من إمكانية تراجع الطلب الأسعار.
لكن ثلاثة مصادر من أوبك+ قالت إن السبب الآخر الكبير هو المال. فبعد أن رأت تراجع دخلها في ظل انهيار الطلب والأسعار الناجم عن الجائحة في 2020، عاد تحالف منتجي النفط أوبك+ بقيادة روسيا والسعودية، أكبر مصدر في العالم، للتمتع بازدهار في العوائد.
تبنت أوبك+ تخفيضات قياسية في الإنتاج بلغت نحو عشرة ملايين برميل يوميا في أبريل نيسان 2020 أي نحو عشرة بالمئة من الإنتاج العالمي بعد أن شلت القيود المفروضة على مستوى العالم لاحتواء الجائحة الطلب على النفط وأضرت بشدة بالأسعار.
وقال أحد مندوبي أوبك+ الذي طلب عدم الكشف عن هويته “الكل سعيد” بمستويات أسعار النفط الحالية.
وواجهت أوبك+ دعوات هذا العام من مستهلكين مثل الولايات المتحدة والهند بزيادة الانتاج. وقالت المصادر إن المجموعة كانت تدرس زيادة كبيرة تبلغ 800 ألف برميل يوميا، أي معا يعادل نحو واحد بالمئة من الإنتاج العالمي، قبل اجتماع الاثنين.
لكن بحلول صباح الاثنين تغيرت الإشارات التي أرسلتها مصادر من أوبك+ قبيل الاجتماع الذي عقد عن بعد في وقت لاحق من ذلك اليوم وأصبحت النتيجة الأكثر ترجيحا هي أن تتمسك أوبك+ بالخطة الراهنة لزيادة الانتاج 400 ألف برميل يوميا.
وقال مصدر من أوبك+ في توضيحه لسبب عدم زيادة الانتاج بدرجة أكبر “بسبب الدروس السابقة، أصبحت أوبك أكثر حذرا لأن أي قرار متسرع يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في أسعار النفط”.
وأضاف “الضغط السياسي من الولايات المتحدة وغيرها لم يحقق فاعلية بعد في تغيير هذه الإستراتيجية”.
وقالت المصادر إن أوبك+ تضع في اعتبارها احتمال أن تتخلى الأسعار عن مكاسبها بنفس السرعة التي حققتها بها. فهذا ما حدث في 2018 عندما هبط سعر خام برنت من مستوى أعلى من 85 دولارا في أكتوبر تشرين الأول إلى أقل من 50 دولارا بحلول نهاية العام.
وقال المصدر “ما زالت سوق النفط هشة ولا ضمانات بشأن استقرار الأسعار”.
مخاوف كوفيد
كان مصدر آخر من أوبك+ قد قال قبل اجتماع يوم الاثنين إن المجموعة تعرضت لضغوط لزيادة الإنتاج بسرعة أكبر، لكنه أضاف “نحن خائفون من الموجة الرابعة من كورونا لا أحد يريد أي تحركات كبيرة”.
وأبدى بعض أعضاء المجموعة مخاوفهم كذلك من أن أي زيادة إضافية في الإنتاج قد تخل بتوازن السوق في العام المقبل، الذي تتوقع أوبك+ أن يشهد فائضا في العرض وتخشى من تكون مخزونات تزيد على متوسط خمس سنوات في النصف الثاني من العام.
وارتفع سعر النفط متجاوزا 81 دولارا للبرميل بعد اجتماع يوم الاثنين الذي أعلن التمسك بخطة الانتاج القائمة وواصل ارتفاعه بعد ذلك ليصل إلى نحو 84 دولارا يوم الأربعاء.
والدخل الإضافي الذي ستحققه دول أوبك سيساعدها في تجاوز ألم انهيار الأسعار في العام الماضي. وحققت أوبك إيرادات بلغت 321 مليار دولار من صادرات النفط في 2020 بانخفاض بنسبة 43 بالمئة عن مستواها في 2019 استنادا إلى التقرير الإحصائي السنوي لأوبك.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إن العراق الذي يبلغ عدد سكانه نحو 40 مليون نسمة ويعتمد على النفط في نحو 85 بالمئة من إيراداته يأمل في أن يصل سعر البرميل إلى 120 دولارا لكنه تابع في منتدى إنرجي إنتليجنس يوم الأربعاء أن سعر النفط بين 75 و80 دولارا للبرميل يعتبر عادلا للمستهلكين والمنتجين على حد سواء.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)
Reuters, the news and media division of Thomson Reuters, is the world’s largest international multimedia news provider reaching more than one billion people every day. Reuters provides trusted business, financial, national, and international news to professionals via Thomson Reuters desktops, the world's media organizations, and directly to consumers at Reuters.com and via Reuters TV.