لاهاي (رويترز) - يمثل رئيس كوسوفو السابق هاشم تقي أمام محكمة خاصة في لاهاي يوم الاثنين على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب إبان فترة انتفاضة عامي 1998 و1999 التي أدت في النهاية إلى الاستقلال عن صربيا وحولته إلى بطل في أنظار المواطنين.
لاهاي (رويترز) – قال رئيس كوسوفو السابق هاشم تقي مع بدء محاكمته أمام محكمة خاصة في لاهاي يوم الاثنين إنه غير مذنب بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما احتشد محتجون أمام مقر المحكمة لدعم الزعيم الذي كان الغرب يحتفي به ذات يوم.
ويواجه تقي وثلاثة متهمين آخرين عشر تهم شملت الاضطهاد والقتل والتعذيب والإخفاء القسري إبان وبعد فترة انتفاضة عامي 1998 و1999 التي أدت في النهاية إلى الاستقلال عن صربيا وحولته إلى بطل في أنظار المواطنين والغرب.
وقال مسؤول الادعاء أليكس وايتنج إن الأربعة استهدفوا معارضين سياسيين، وكذلك الأقلية العرقية الصربية وأقلية الروما، وسجنوا المئات في أنحاء كوسوفو في ظروف مروعة وقتلوا 102 منهم. وأضاف أن معظم الضحايا من أبناء الأغلبية الألبانية العرقية التي تبلغ نسبتها 90 بالمئة في كوسوفو.
وقال وايتنج “لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر… للاحتجاز التعسفي للمدنيين ومن هم خارج (دائرة) القتال وتعريضهم للانتهاكات والتعذيب والقتل… ولهذا السبب رفع الادعاء هذه القضية للدفاع عن سيادة القانون ومبدأ أن لا أحد فوق القانون، حتى في زمن الحرب”.
وبعد بدء جلسة المحاكمة بفترة وجيزة، قال المتهمون الأربعة، وكانوا جميعهم من الشركاء المقربين في جيش تحرير كوسوفو سابقا ولاحقا في سياسات وقت السلم، إنهم غير مذنبين في جميع التهم العشر.
يُعتقد أن أكثر من 13 ألف شخص، غالبيتهم من الأغلبية الألبانية العرقية في كوسوفو، لقوا حتفهم خلال الانتفاضة، عندما كانت البلاد لا تزال من أقاليم صربيا في عهد الرئيس القوي آنذاك سلوبودان ميلوسيفيتش.
وتجمع عدة آلاف من قدامى المحاربين في جيش تحرير كوسوفو يوم الأحد في بريشتينا احتجاجا على محاكمة تقي ورفاقه الثلاثة المقربين، كما تجمع المئات اليوم أمام مقر المحكمة رافعين صور تقي ورددوا هتافات مؤيدة لجيش تحرير كوسوفو.
واستقال تقي (54 عاما) من الرئاسة بعد فترة وجيزة من توجيه الاتهام إليه ونُقل للاحتجاز في لاهاي.
* المحاكمة قد تستمر لسنوات
خلال الفترة التي قضاها قائدا لجيش تحرير كوسوفو وسياسيا بارزا، عمل تقي عن كثب مع العديد من الزعماء الغربيين. وعندما كان جو بايدن نائبا لرئيس الولايات المتحدة، نعته بلقب “جورج واشنطن كوسوفو”.
وكان تقي في طريقه إلى اجتماع في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عندما أُعلنت لائحة الاتهام ضده.
وكُتب على لافتة رفعها محتجون خارج المحكمة في لاهاي “حلفاؤكم يحاكمون!”.
ومن المرجح أن تكون المحاكمة طويلة، إذ قال ممثلون للادعاء في المؤتمرات الإجرائية إنهم سيحتاجون إلى عامين لتقديم جميع الأدلة.
وبدأت الإجراءات بعد أسبوعين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية، وهي المحكمة الدائمة المعنية بجرائم الحرب ومقرها في لاهاي أيضا، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين.
وبوتين وتقي من بين عدد قليل من القادة الذين وُجهت إليهم اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أثناء وجودهم في مناصبهم.
تأسست دوائر كوسوفو المتخصصة، ومقرها في هولندا وبها قضاة ومحامون دوليون، في 2015 للتعامل مع قضايا بموجب قانون كوسوفو ضد مقاتلي جيش تحرير كوسوفو السابقين.
ويعتقد كثير من مواطني كوسوفو أن المحكمة منحازة ضد جيش تحرير كوسوفو وتحرص على تشويه سجله في تمهيد الطريق لتحرير المنطقة من حكم صربي وحشي.
تأسست المحكمة بشكل منفصل عن محكمة الأمم المتحدة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، والتي كانت في لاهاي أيضا، حيث حاكمت وأدانت في الغالب مسؤولين من صربيا بارتكاب جرائم حرب في صراعات كرواتيا والبوسنة وكوسوفو.
ومثل ميلوسيفيتش للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة لكنه توفي في 2006 قبل أن يصدر حكم.
(إعداد محمود سلامة ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)
Reuters, the news and media division of Thomson Reuters, is the world’s largest international multimedia news provider reaching more than one billion people every day. Reuters provides trusted business, financial, national, and international news to professionals via Thomson Reuters desktops, the world's media organizations, and directly to consumers at Reuters.com and via Reuters TV.