من علي صوافطة (رويترز) - أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع إصابات في المسجد الأقصى جراء مواجهات بين المصلين المعتكفين وقوات الشرطة الإسرائيلية.
من نضال المغربي وسنان أبو ميزر
غزة/القدس (رويترز) – قال شهود إن الشرطة الإسرائيلية اشتبكت مع فلسطينيين في المسجد الأقصى بالقدس للمرة الثانية يوم الأربعاء بعد ساعات من اقتحامها لحرم المسجد واعتقال وإبعاد أكثر من 350 شخصا، وذلك على الرغم من دعوة الولايات المتحدة لتخفيف التوترات.
وأدت المواجهات التي جاءت في شهر رمضان وعشية عيد الفصح اليهودي إلى تبادل إطلاق نار عبر الحدود في قطاع غزة وأثارت مخاوف من تفاقم العنف.
وقال موظفو إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، وهي مؤسسة إسلامية تعمل تحت الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية، إن الشرطة الإسرائيلية اقتحمت حرم المسجد للمرة الثانية في ساعة متأخرة مساء الأربعاء وحاولت إخراج المصلين باستخدام القنابل الصوتية والرصاص المطاطي.
وقال شهود إن المصلين رشقوا الشرطة بما وقعت عليه أيديهم. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ستة أشخاص أصيبوا.
وقالت الشرطة في بيان إن عشرات الشبان أحضروا الحجارة والألعاب النارية إلى المسجد وحاولوا الاحتماء بداخله. لكن إدارة أوقاف القدس قالت إن الشرطة دخلت المسجد قبل انتهاء الصلاة.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس “ما تقوم به إسرائيل من اقتحام للمسجد الاقصى المبارك والاعتداء على المصلين يشكل صفعة للجهود الأمريكية التي حاولت خلال الفترة الماضية إيجاد حالة من الهدوء والاستقرار في شهر رمضان المبارك”.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء، اقتحمت الشرطة المسجد في محاولة لإبعاد من قالت إنهم محرضون ملثمون تحصنوا بالداخل بعد فشل محاولات لإقناعهم بالخروج.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 12 فلسطينيا أصيبوا بالرصاص المطاطي في الاشتباك الذي وقع قبل فجر الأربعاء نتيجة الرصاص المطاطي والضرب. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ضابطين أصيبا.
وعبر جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، عن قلقه بشأن العنف في المسجد، وقال إنه يتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين تهدئة التوترات.
* العنف ينتشر إلى حدود غزة
أطلق مسلحون فلسطينيون تسعة صواريخ على الأقل من غزة على إسرائيل بعد الاشتباك الأول مما أدى إلى شن غارات جوية استهدفت ما قالت إسرائيل إنها مواقع لصنع أسلحة تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع الساحلي المحاصر.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات على جانبي حدود غزة. ولم تعلن حماس مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية لكنها قالت إنها جاءت ردا على الغارة على الأقصى. وتسببت اشتباكات اندلعت في المسجد الأقصى عام 2021 في إطلاق شرارة حرب استمرت عشرة أيام بين إسرائيل وغزة.
وقبل قليل من الاشتباك الثاني في الأقصى، أُطلق صاروخان آخران من غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن أحدهما لم يصب شيئا والآخر وقع في مكان مفتوح.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاجاري في وقت سابق يوم الأربعاء “لا نريد التصعيد لكننا مستعدون لأي سيناريو”.
وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تعمل على تهدئة الوضع الذي قال إنه نجم عن تحصن “متطرفين” داخل المسجد وبحوزتهم أسلحة وحجارة وألعاب نارية.
وقال في بيان “إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على حرية العبادة وحرية (ممارسة شعائر) جميع الأديان والوضع الراهن في حرم المسجد الأقصى ولن تسمح للمتطرفين الذين يمارسون العنف بتغيير ذلك”.
وبموجب ترتيبات “الوضع الراهن” القائم منذ فترة طويلة في المنطقة، والذي تقول إسرائيل إنها تلتزم به، يمكن لغير المسلمين زيارة الحرم لكن يُسمح فقط للمسلمين بالصلاة فيه. ويقيم زوار يهود بشكل متزايد صلاتهم علنا في الحرم في تحدّ للقواعد.
ووصفت إدارة أوقاف القدس تصرفات الشرطة بأنها “تعد صارخ على هوية ووظيفة المسجد كمكان عبادة خاص بالمسلمين وحدهم”.
* الأمم المتحدة تدعو للتهدئة
قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند “يجب أن يتصرف القادة من جميع الأطراف بمسؤولية ويحجموا عن الخطوات التي يمكن أن تصعد التوترات”.
وعقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين يوم الأربعاء ونددت فيه بالاقتحام، وقالت إنه يعرض الاستقرار الإقليمي للخطر.
وقال دبلوماسيون إن الإمارات والصين طلبتا من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع مغلق يوم الخميس لمناقشة الوضع.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في وقت لاحق إن مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة مغلقة يوم الخميس بطلب من الفلسطينيين والأردن “لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى”.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية “أدانت دولة الإمارات بشدة اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى… كما أكدت على عدم تحصن المصلين بالمسجد أو العبث بالأسلحة والمفرقعات داخل دور العبادة”.
وأصدرت الأردن ومصر، اللتان تشاركان في جهود أمريكية لتهدئة التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، بيانين منفصلين أدانتا فيه بشدة الاقتحام. فيما قالت السعودية، التي تأمل إسرائيل في إقامة علاقات معها، إن “الاقتحام السافر” للمسجد الأقصى يقوض جهود السلام.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “هذه الاعتداءات والاقتحامات تندرج في إطار قرار إسرائيلي رسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا، وضمن عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيطرة عليها وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين”.
واحتشد الآلاف في غزة في احتجاج.
مع استمرار معاناة إسرائيل من التوتر الداخلي المستمر منذ أسابيع بسبب خطط نتنياهو المثيرة للخلاف بشدة لتقييد سلطات المحكمة العليا، زاد الحادث من توتر الأجواء السياسية المشحونة بالفعل.
ودعا إيتمار بن جفير وزير الأمن الوطني المسؤول عن الشرطة وليس القوات المسلحة إلى رد قاس من إسرائيل وقال إنه طلب عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني.
وقال في تغريدة “صواريخ حماس تتطلب أكثر من تفجير التلال الرملية والمواقع الفارغة. حان الوقت لاقتلاع الرؤوس في غزة. يجب ألا نحيد عن معادلة تتطلب ردا جادا على كل صاروخ”.
وفي بلدة بيت أمر بالضفة الغربية، قال الجيش الإسرائيلي إن متظاهرين أحرقوا الإطارات ورشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة والعبوات الحارقة.
(تغطية صحفية سنان أبو ميزر عمار عوض ونضال المغربي وعلي صوافطة ومعيان لوبيل – شاركت في التغطية آلاء سويلم ونسرين سالم ودارين باتلر وإيدن لويس وميشيل نيكولز – إعداد علي خفاجي ورحاب علاء ونهى زكريا ومحمد عطية ومحمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)
Reuters, the news and media division of Thomson Reuters, is the world’s largest international multimedia news provider reaching more than one billion people every day. Reuters provides trusted business, financial, national, and international news to professionals via Thomson Reuters desktops, the world's media organizations, and directly to consumers at Reuters.com and via Reuters TV.