من محمد تركمان برقين (الضفة الغربية) (رويترز) - تجتذب كنيسة "العشرة البُرص" في الضفة الغربية، وهي واحدة من أقدم الكنائس في العالم، آلاف الحجاج المسيحيين كل عام، لكن عدد أتباعها الفلسطينيين يتضاءل أكثر من أي وقت مضى.
من محمد تركمان
برقين (الضفة الغربية) (رويترز) – تجتذب كنيسة “العشرة البُرص” في الضفة الغربية، وهي واحدة من أقدم الكنائس في العالم، آلاف الحجاج المسيحيين كل عام، لكن عدد أتباعها الفلسطينيين يتضاءل أكثر من أي وقت مضى.
وشيدت الكنيسة العتيقة التي تزينها أيقونات ذهبية فوق كهف في بلدة برقين بشمال الضفة الغربية المحتلة قبل أكثر من 1600 عام لتخليد معجزة.
ويعتقد المسيحيون أن الكهف، الذي كان بمثابة صهريج ماء روماني، هو المكان الذي مر به المسيح في طريقه إلى القدس قادما من الناصرة وأبرأ فيه عشرة أشخاص مصابين بالبرص من مرضهم، بعد أن كانوا معزولين هناك لمنع انتشار المرض.
وقال الأب سبيريدون شقحة، كاهن الكنيسة، إن المسيحيين الأوائل عانوا من الاضطهاد وكانوا يقيمون صلواتهم في الموقع سرا، لكن القديسة هيلانة، والدة أول إمبراطور روماني اعتنق المسيحية، زارت الموقع وقررت بناء كنيسة هناك في القرن الرابع الميلادي.
وقاد القس التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس قداس الجمعة مؤخرا في الكنيسة أمام نحو 12 مصليا، وهو جمع صغير مقارنة بعدد رواد الكنيسة الذين قال رئيس بلدية برقين إن مجموعهم كان يتراوح في عام 2019 بين 200 و300 شخص شهريا.
وقال القس شقحة إن القداس يقام أيام الأحد في العطلات لكن في أغلب أوقات العام يقام القداس أيام الجمعة حين يستمتع سكان المنطقة المسيحيون الذين يتقلص عددهم بعطلة نهاية الأسبوع.
وقال معين جبور، مدير الكنيسة الإداري إن البلدة التي يبلغ عدد سكانها 8500 نسمة لم يعد بها الآن سوى نحو 70 مسيحيا فلسطينيا.
وقال “في فلسطين نواجه عدة صعوبات من بينها الاحتلال (الإسرائيلي) والوضع الاقتصادي… فلا وظائف لشبابنا ولذا ينتقلون إلى مكان آخر. وهذا هو سبب تقلص الوجود المسيحي في هذه المدينة”.
وبرقين ليست وحدها، فهناك مخاوف داخل الكنيسة من أن بعض الأماكن المقدسة المسيحية في الأرض التي شهدت ميلاد المسيح قد تصبح مجرد مزارات تاريخية.
وقالت حملة “حماية مسيحيي الأراضي المقدسة”، التي نظمها رؤساء الكنائس في القدس، إن نسبة المسيحيين إلى باقي السكان في جميع أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة انخفضت إلى اثنين بالمئة من 11 بالمئة قبل نحو قرن.
وتقول الحملة إن المسيحيين يغادرون أيضا بسبب تصاعد أعمال العنف والتخريب التي تستهدفهم.
واعترف القس شقحة بوجود تحديات، لكنه يؤمن باستمرار بقاء أتباع الكنيسة كجزء من النسيج المحلي.
وقال “نحن أبناء هذه الأرض. هذا هو المكان الذي عاش فيه المسيح، وليس أوروبا أو الولايات المتحدة. صحيح أن هناك القليل منا هنا، لكننا نطلق على أنفسنا ملح الأرض لأنه حتى قليل من الملح قد يضيف الكثير من النكهة إلى هذه المدينة”.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)
Reuters, the news and media division of Thomson Reuters, is the world’s largest international multimedia news provider reaching more than one billion people every day. Reuters provides trusted business, financial, national, and international news to professionals via Thomson Reuters desktops, the world's media organizations, and directly to consumers at Reuters.com and via Reuters TV.