القاهرة (رويترز) - أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن البلاد ستستضيف يوم الأحد اجتماعا خماسيا يضم مسؤولين سياسيين وأمنيين رفيعي المستوى فلسطينيين وإسرائيليين وأردنيين وأمريكيين بمدينة شرم الشيخ.
من إيدن لويس
القاهرة (رويترز) – اتفق مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون يوم الأحد على إنشاء آلية للحد من العنف والتحريض، في محادثات شددت على ضرورة منع أي أعمال من شأنها المساس بالأماكن المقدسة بالقدس عندما يبدأ شهر رمضان في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وفي بيان مشترك عقب محادثات في مصر حضرها مسؤولون أمريكيون ومصريون وأردنيون، أعاد الطرفان أيضا تأكيد الالتزامات التي تم التعهد بها في اجتماع في العقبة الشهر الماضي، ومنها تعهد إسرائيل بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة أربعة أشهر.
وأخفق اجتماع عُقد في 26 فبراير شباط في العقبة بالأردن بوساطة أمريكية، وكان الأول من نوعه منذ سنوات، في وقف العنف على الأرض رغم تعهدات إسرائيلية وفلسطينية بخفض التصعيد، وهو ما تم تأكيده مجددا خلال محادثات يوم الأحد في منتجع شرم الشيخ المصري.
وخلال العام الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية آلاف الأشخاص في الضفة الغربية وقتلت أكثر من 200 فلسطيني بين مسلحين ومدنيين. وخلال الفترة نفسها قُتل أكثر من 40 إسرائيليا وثلاثة أوكرانيين في هجمات فلسطينية.
وشهدت الضفة الغربية المحتلة تصاعدا في المواجهات في الأشهر الماضية، في ظل مداهمات شبه يومية ينفذها الجيش الإسرائيلي وتصاعد أعمال العنف من قبل المستوطنين بالتزامن مع سلسلة هجمات ينفذها فلسطينيون.
واتفق المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون خلال محادثات اليوم على “إنشاء آلية للحد من أعمال العنف والتصدي لها، وكذلك التحريض والبيانات والتحريضية”، على أن يتم رفع تقرير بالمستجدات إلى اجتماع جديد في شرم الشيخ في أبريل نيسان.
ولم يذكر البيان تفاصيل أخرى بشأن الآلية.
وأضاف البيان المشترك أن الأطراف المشاركة في المحادثات “شددت على ضرورة قيام كل من الاسرائيليين والفلسطينيين بفاعلية بمنع أي أعمال من شأنها المساس بحرمة” الأماكن المقدسة في القدس خلال شهر رمضان.
وخلال السنوات السابقة، شهد شهر رمضان من حين لآخر اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، لا سيما في حرم المسجد الأقصى. يتزامن شهر رمضان هذا العام مع عيد الفصح عند اليهود وعيد القيامة عند المسيحيين.
وفتح مسلح فلسطيني النار يوم الأحد على زوجين إسرائيليين في سيارتهما في بلدة حوارة، مما أدى إلى إصابة الرجل.
وقع حادث مماثل في نفس البلدة خلال محادثات العقبة الشهر الماضي عندما قتل مسلح من حركة حماس مستوطنين اثنين في سيارة. ورد المستوطنون على ذلك الهجوم بإحراق منازل وسيارات فلسطينيين، وقتل فلسطيني واحد على الأقل. ووصف قائد كبير بالجيش الهجوم بأنه “مذبحة”.
- ’الدفاع عن الحقوق”
نددت حركة حماس بمشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع، وقالت إن الاجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين “يعني منحهم الفرصة والغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.
وقال حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن مشاركة الوفد الفلسطيني في اجتماع شرم الشيخ تهدف “للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، والمطالبة بوقف هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الأطراف جددت التزاماتها بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في العقبة.
يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة واتخاذ القدس الشرقية عاصمة لها. واحتلت إسرائيل هذه المناطق في حرب عام 1967.
وتجمدت محادثات السلام منذ 2014 ويقول فلسطينيون إن إسرائيل قوّضت آمالهم في إقامة دولة قابلة للاستمرار بتوسعها في بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة.
وقبل محادثات العقبة الشهر الماضي، وأصدرت حكومة نتنياهو تصاريح لتسعة مواقع استيطانية أقامها مستوطنون يهود في الضفة الغربية وأعلنت بناء جماعيا لوحدات جديدة في مستوطنات قائمة، في تحرك أثار استياء شديدا من جانب الولايات المتحدة.
وتعهدت إسرائيل في العقبة بوقف النقاشات حول إقامة وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية لمدة أربعة أشهر ووقف التصريح للنقاط الاستيطانية لمدة ستة أشهر.
لكن سرعان ما قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شأن أي التزام وقال إنه لن يكون هناك تجميد، وذلك في رضوخ واضح للمتشددين في حكومته الائتلافية.
وطالب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارة لإسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر القادة الإسرائيليين باتخاذ خطوات لتقليل التوتر في الضفة الغربية. وعبر عن انزعاج واشنطن بشكل خاص إزاء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
ورحب البيت الأبيض بالتفاهمات التي تم التوصل إليها يوم الأحد.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون في بيان “نتطلع إلى مواصلة هذه المناقشات مع دخول شهر رمضان المبارك وعيد الفصح وعيد القيامة وعلى مدى الأشهر التالية”.
(شارك في التغطية أحمد محمد حسن وأحمد طلبة من القاهرة ودان وليامز من القدس وعلي صوافطة من رام الله – إعداد محمود سلامة ومروة غريب ومحمود رضا مراد ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير محمد محمدين وأحمد صبحي)
Reuters, the news and media division of Thomson Reuters, is the world’s largest international multimedia news provider reaching more than one billion people every day. Reuters provides trusted business, financial, national, and international news to professionals via Thomson Reuters desktops, the world's media organizations, and directly to consumers at Reuters.com and via Reuters TV.