قد أبهرتني دوما السرعة التي يستطيع بها المستثمرون تحويل السوق من هبوطية إلي صعودية. منذ سبعة جلسات فقط كان اليورو يتداول بالقرب من أدني مستوى له منذ ستة
قد أبهرتني دوما السرعة التي يستطيع بها المستثمرون تحويل السوق من هبوطية إلي صعودية. منذ سبعة جلسات فقط كان اليورو يتداول بالقرب من أدني مستوى له منذ ستة أشهر و نصف في مقابل الدولار. في هذا الوقت ، كانت تشير الأنباء إلي أن المستثمرين يتبنون وجهة نظر قاتمة تتعلق بالإنتخابات الجديدة في إيطاليا.
هناك مقالات عن إحتمالات ترك إيطاليا للإتحاد الأوروبي و منطقة اليورو. أدت تلك المخاوف إلي عمليات بيع كبيرة للديون الإيطالية و إرتفاع في أسعار السندات الألمانية التي تعتبر ملاذا آمنا. كنتيجة لذلك إتسع فارق العائدات بين السندات الألمانية ذات العشر سنوات و السندات الإيطالية إلي أكبر فارق منذ ديسمبر 2013.
يقول بعض المتداولين أن الأنباء فاجأت المشاركين في السوق. كما أنهم قلقوا مما هو أسوأ لأن المستثمرين يمتلكون صفقات شراء هائلة في اليورو تم تكوينها أثناء المسار الصعودي لليورو حتي شهر مايو. قد يستمر التسييل إلي أجل غير مسمي إذا أرغم المشترون علي تسييل مراكز الشراء إذا إمتدت الأزمة الإيطالية.
إن مسؤولي البنك الأوروبي هادئين أثناء تلك الأوقات المضطربة في إيطاليا. و أعتقد ذلك يرتبط بعدم وجود حكومة مما لم يترك للبنك المركزي الأوروبي مجالا للتحرك.
قد يكون البنك المركزي الأوروبي حدد موعدا للتحرك و لكن الظروف تغير بشكل سريع في إيطاليا و لم يقم البنك المركزي بأي رد فعل علي الأقل علنا.
أعتقد أن دراجي و البنك المركزي الأوروبي كانوا سيتحركون بشأن هذه الأزمة. فعلي أي حال شراء الديون الإيطالية تعتبر جزءا من برنامج التيسير الكمي البالغ 30 مليار يورو شهريا و لكن هذا الشراء لا يبدو أنه قد حد من الخسائر في سوق السندات الإيطالية.
في وقت سابق من الأسبوع ، إنتشرت أنباء بأن البنك المركزي الأوروبي سيعلن عن جدول إنهاء برنامج الحوافز. و قد أدت تلك الأنباء إلي دفع أسعار الفائدة في إيطاليا و ألمانيا للصعود و كذلك اليورو.
لازلت أحاول أن أفهم كيف تحول البنك المركزي الأوروبي من مرحلة محاولة السيطرة علي الوضع في إيطاليا إلي الإعلان عن نهاية برنامج الحوافز. ربما كانت السياسة هي التي دفعت البنك المركزي للتحرك سريعا بشأن إنهاء الحوافز. ربما كان هناك حاجة لإنقاذ المشترين في السوق الذين يواجهون مخاطر تحرك هبوطي ممتد لليورو. لا أحد يعلم.
صعدت مؤشرات الأسهم الرئيسية الأمريكية في بداية يوم الخميس. و قد دعم الزخم منذ إرتفاع الأمس المؤشرات في وقت مبكر من اليوم و لكنها تلقت دفعة أخري منذ فترة عندما أعلنت الولايات المتحدة توقيع إتفاق مع عملات الإتصالات الصيني ZTE لإنهاء العقوبات الأمريكية ، وفقا لتصريحات وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس لشبكة سي إن بي سي يوم الخميس.
صعدت سوق الأسهم الأمريكي لمدة سبعة جلسات منذ القاع الأخير. كما قد يضع إرتفاع مبكر للأسعار اليوم المؤشرات في وضع التشبع من الشراء. كما أن الأنباء الجيدة الصادرة اليوم قد ترهق السوق نحو الإتجاه الصعودي مما سيعرضها لإنعكاس التحرك في وقت لاحق من الجلسة. كما أننا قد نشهد عمليات إنهاء للصفقات و جني للأرباح قبيل إجتماع الدول السبع.
نظرا لتلك العوامل ، لا تفاجئوا إذا توقف الإرتفاع في منتصف الجلسة و تراجعت الأسعار عند الإقفال.