إعلان
إعلان

مصير الذهب مع المعادلة الصعبة

بواسطة:
Dr. Mohamed Al-Ghobary
محدث بتاريخ: Oct 11, 2021, 11:51 UTC

الأسواق المالية أصبحت في حالة من عدم اليقين بعدما كانت التوقعات تشير بنسبة كبيرة بأن الفيدرالي سيعلن عن بدء تقليص تدريجي لمشترياته من الأصول ولكنه اشترط بأن لابد من الوصول للتوظيف الكامل لسوق العمل.

الذهب

في هذه المقالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الأسواق المالية أصبحت في حالة من عدم اليقين بعدما كانت التوقعات تشير بنسبة كبيرة بأن الفيدرالي سيعلن عن بدء تقليص تدريجي لمشترياته من الأصول ولكنه اشترط بأن لابد من الوصول للتوظيف الكامل لسوق العمل.

ولقد أشرنا في تحليلات سابقة ولقاءات سابقة على القنوات الفضائية بأن تشديد السياسة النقدية للفيدرالي مشروط بالتوظيف الكامل لذلك من المتوقع بأن الفيدرالي كان ينتظر بيانات سوق العمل هذا الشهر والذي صدرت بالأسبوع الماضي ليبني عليه قراراته بشأن سياسته النقدية .. تعالوا في جولة سريعة لبيانات سوق العمل الأمريكي بشكل سريع.

نظرة عن سوق العمل بالولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية أضافت وظائف أقل مما كان متوقعاً في سبتمبر حيث تمت إضافة 194 ألف وظيفة غير زراعية فقط خلال الشهر الماضي مقابل التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بنحو 500 ألف وظيفة فيما يعتبر أقل معدل نمو تم تسجيله حتى الآن هذا العام. مما يساهم في تعقيد المعادلة بشأن أحد أبرز القرارات الحاسمة لمجلس الإحتياطي الفيدرالي بخصوص تقليص الدعم النقدي قبل نهاية العام كما كان متوقع.

وفي الوقت الحالي ما يزال هناك 5 ملايين أمريكي عاطل عن العمل وذلك بالمقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة.

إلا أن انخفاض معدل البطالة إلى 4.8%، رغم أنه كان يعكس جزئياً انخفاض مشاركة القوى العاملة كذلك إنخفض معدل الشكاوي من البطالة بقراءات الأسبوع الماضي بالإضافة أنه زاد متوسط الدخل في الساعة بنسبة 0.6% في سبتمبر الماضي، فيما يعد أقوى نمو شهري منذ أبريل وهو الأمر الذي يعكس محاولة الشركات جذب العمالة.

معدلات يستهدفها الفيدرالي:

معدل الشكاوي من البطالة قد تكون بعيدة عن معدلاتها الطبيعية التي كانت ما قبل الجائحة ما بين 200 إلي 250 آلف طلب إعانه كما أن معدلات البطالة الذي يستهدفها الفيدرالي عند 4%.

التضخم:

إذا ما الذي يجبر الفيدرالي على تشديد سياسته النقدية في ظل عدم تحقق ما يطلبه من مستهدفات بسوق العمل الأمريكي؟

بدأت العديد من البنوك المركزية حول العالم في سحب التحفيزات النقدية الطارئة الذي قدمتها البنوك لمواجهة تداعيات فيروس كورونا بعام 2020، حيث البنوك المركزية في كل من:

النرويج – البرازيل – المكسيك – كوريا الجنوبية – نيوزلندا قد رفعوا بالفعل أسعار الفائدة لديهم.

ولكن وسط هذا التحول هناك علامات على أن مخاوف استمرار ارتفاع التضخم لن تتلاشى قريبا بسبب:

– استمرار إختناقات سلاسل الإمداد.

– ارتفاع أسعار الوقود والذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

– الإنتعاش القوي للطلب على النفط والوقود.

– زيادة الطلب على الوقود في فصل الشتاء.

كبار الإقتصاديين في بنك انجلترا قالوا بأن القوة الحالية للتضخم ربما ستستمر لفترة أطول مما كان متوقعاً.

تصريحات رؤساء البنوك المركزية:

– جيروم باول: الإرتفاعات الحالية للتضخم ستستمر حتى عام 2022، الوصول للتوظيف الكامل شرطاً مسبقا للبنك لبدء تقليص مشترياته من الأصول.

– كرستين لاجارد: إرتفاعات التضخم لفترة مؤقته ولا حاجة للمبالغة في ردة الفعل، كما قالت في سبتمبر الماضي: تقليص وتيرة برنامج شراء الأصول الطارئ الخاص بكورونا.

– أندر بيلي: نرى حاجة لتشديد السياسة النقدية ورفع مدعلات الفائدة.

المعادلة الصعبة:

أن ما يجعل مهمة صانعي السياسة النقدية بالفيدرالي الأمريكي أكثر تعقيداً يكمن في ارتفاع القلق حيال دخول الإقتصاد العالمي بيئة الركود التضخمي (وهو يعني تباطؤ في النمو المصحوب بإرتفاع معدلات التضخم).

كما أن الضعف غير المتوقع في سوق العمل يقلل من فرص اتخاذ الفيدرالي إجراءات تشديدية للسياسة النقدية خلال اجتماعه المقبل.

لكن هذا الإفتراض مشكوك فيه .. خاصة مع ارتفاع االأجور بأكثر من المتوقع بما يزيد من الضغوط التضخمية وربما يهدد بتحول التضخم من مؤقت إلي دائم ووقوع الإقتصاد في الركود التضخمي.

الذهب:

في حالة لم يتخذ الفيدرالي أية إجراءات تشديدية للسياسة النقدية، ربما يظل الذهب هو أفضل وسيلة للتحوط ولكن هذا مرهون بقرار الفيدرالي فقط.

أما إذا توجه الفيدرالي لتقليص مشترياته من الأصول يعني تراجع أسعار السندات وارتفاع العوائد لذلك يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع ارتفاع العوائد على السندات لأجل 10 سنوات لذلك تشديد السياسة في غير صالح الذهب.

الأسواق المالية:

ستحاول الأسواق المالية تتكهن بإجراءات الفيدرالي حيال تغيير سياسته النقدية بعد صدور بيانات التوظيف بأسوأ من التوقعات وتباطؤ النمو في التوظيف سيضع الفيدرالي في ورطة ومعادلة صعبة يحتاج إلي حنكة لحلها.

تعرفت على إتجاهات الأسواق من خلال الرؤية الفنية المصورة والمرفق بهذا التقرير ، لا تتداول هذا الأسبوع إلا بعد أن تتعرف على خارطة الطريق من خلال الفيديو المرفق لأغلب المؤشرات والأصول للأسواق المالية.

نبذة عن المؤلف

عملت في الأسواق المالیة منذ عام ٢٠٠٣م بمجال الفوركس بشركة ريمونت البريطانية ثم عملت كمدیر محافظ لدى إحدى الشركات الخلیجیة والتي تعمل في إدارة المحافظ بالبورصة السعودیة ثم عملت كمدیر تنفیذي بنادي خبراء المال للبحوث والإستشارات المالیة وفي ذات الوقت عملت كمدیر تنفیذي للإتحاد العربي للمحللین المالیین والتابع لمجلس الوحدة الإقتصادیة العربیة التابع لجامعة الدول العربیة وتلھا مدیر تنفیذي بمنتدى ھوامیر البورصة وھو أشھر منتى سعودي لأسواق الأسھم السعودیة حصلت على الدراسات العلیا في الأسواق المالیة من الأكادیمیة العربیة للعلوم المالیة والمصرفیة كما حصلت على الشھادة الدولیة في المطابقة والإلتزام من ICAS البریطانیة وحالیا أسست كیان جدید ”الأكادیمیة الإقتصادیة للتدريب والإستشارات المالية “ وأحتل منصب الرئیس التنفیذي للأكادیمیة وتم تأسیسھا ینایر ٢٠١٧م

هل وجدت أن هذه المقال مفيدة بالنسبة لك؟

إعلان