كيف سيكون رد فعل أسواق الأسهم على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

وصفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 بأنها الأهم في تاريخ الولايات المتحدة، نظرًا للجدل والصراع الكبير بين الحزب الجمهوري المتمثل في الرئيس “دونالد ترامب” ومنافسه من الحزب الديمقراطي “جو بايدن”، الأمر الذي أنشأ حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية.

لقد أمضي سوق الأسهم معظم هذا العام في طريقه للعودة والتعافي من الانخفاض المؤلم الذي عجل به تفشي فيروس كورونا وسياسات الإغلاق الاقتصادي لإبطاء الوباء في مارس الماضي،لكن هل يمكنها أيضًا أن تنجو من انتخابات رئاسية مضطربة وربما إعادة تشكيل جذرية للاقتصاد والمشهد الاستباقى؟

يبدو أن معظم مراقبي سوق الأسهم يعتقدون أن ذلك ممكن،وعلى الرغم من الضعف المتواضع خلال الأسبوعين الماضيين إلا أن المؤشرات لا تزال على مسافة قصيرة من أعلى مستوياتها على الإطلاق بما في ذلك مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500، فعلى سبيل المثال، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 7.7٪ عن ذروته التي بلغها في وقت سابق من هذا العام.

يقول بعض المحللين أنه تاريخيًا لم تتأثر الأسواق بشكل خاص بأي حزب سيفوز بالبيت الأبيض أو بالسيطرة على الكونجرس، ويبدو أن هذا هو الحال سيكون مرة أخرى هذا العام.

فوز بايدن

لكن هناك من يري أن الوضع سيختلف هذه المرة ومن المتوقع أن سوق الأسهم سوف ينهار على المدى الطويل إذا فاز “جو بايدن” بالرئاسة، وتعكس وجهة النظرالهبوطيةلهذا الرأي السياسات الجديدة المحتملة للاقتصاد والضرائب والرعاية الصحية والطاقة الخضراء واللوائح وما إلى ذلك، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن ما قد يعنيه كل هذا.

هناك قلق متزايد بشأن التحول نحو الاشتراكيةإذا فاز بايدن، حيث سيكون الكثير من المخاوف بشأن كيفية تأثير هذه السياسات الجديدة على كل شيء.

لكن على المدى القريب سيكون فوز بايدن جيدًا للسوق، حيث سيتم تمرير حزمة التحفيز الثانيةبقيمة كبيرةبما سيعطي دفعة قوية للأسواق، وستكون الشركات الأمريكية المحلية هي الفائزة بما في ذلك الموجودة في القطاعات الاستهلاكية والصناعية والخدمية.

فوز ترامب

على العكس من ذلك، إذا فاز ترامببإعادة انتخابه فهذا سيكون جيدًا للسوقعلى المدى الطويل ومن المحتمل أن يشهد الأسواق ارتفاعًا كبيرًا وتسجل أرقام قياسية،نظرًا لأجندته الانتخابية المؤيدة للأعمال والضرائب المنخفضةالتيتدعم الأسواق المالية على المدى البعيد.

لكن سيتم تقسيم الكونجرسمما يعني أنه لا يزال هناك جمود في واشنطن،وسيتم تمرير حزمة التحفيز المهمة للغاية للحفاظ على الاقتصاد في بيئة ما بعد كوفيد 19، لكنها لن تكون بالحجم الذي دعا إليه الكثيرون لهذا قد يفقد السوق بعض قوته على المدى القصير.

عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات

بعض المراقبين قلقون بشأن فترة طويلة من عدم اليقين إذا تم تأخير نتائج الانتخابات أو الخلاف عليها،ويعتقدوا إن فترة طويلة من الافتقار إلى الوضوح يمكن أن تكون مزعجة للأسواق أكثر من الفائز في الواقع.

في وقت سابق هدد ترامب بتأجيل مغادرة البيت الأبيض في حالة هزيمته، مما قد يؤدي إلى إدخال السوق في وضع غير مستقر، لكن حتى هذه المخاوف قد تكون غير مبررة.

قد تكون المفاجأة أيضًا انتخابات منظمة ونتائج حاسمة، خاصة وأن جميع استطلاعات الرأي الأخيرة للناخبين تقريبًا تشير إلىفوز”جو بايدن” مما يعني أن العديد من المستثمرين قد أخذوا في الاعتبار بالفعل هذا الاحتمال.