على الرغم من الارتفاع الحاد لأعلى المستويات فيما يزيد عن 10 أشهر، إلا أن النفط لم يستطع أن يكمل التداول محافظًا على هذه المستويات، حيث تراجع إلى ما دون 39 دولار للبرميل مرة أخرى، بعد أن اقترب من 50 دولار للبرميل.
ارتفعت أسعار النفط اليوم، الخميس، مسجلة أعلى مستوياتها فيما يقرب من عام، وذلك قبيل اجتماع أوبك لتحديد كمية الإنتاج في فبراير.
ويتفائل المشاركون في السوق أن أوبك لن تتخذ قرار جديد بشأن زيادة الإنتاج، وأنها ستبقيها عند المستويات الحالية بعد زيادة الإنتاج في يناير.
وارتفع خام برنت لـ 53.33 دولار للبرميل، وهو المستوى الأعلى منذ مارس 2020. أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي فقد ارتفع إلى 49.8 دولار للبرميل، وهو المستوى الأعلى منذ فبراير.
ولكن اتخذ النفط بعد ذلك مسار تصحيحي هبوطي حيث وصل خام برنت إلى 52.41 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 48.87 دولار للبرميل.
بعد أن قررت الدول الأعضاء في منظمة أوبك+، الاجتماع شهريًا لتحديد مستويات الإنتاج للشهر القادم، من المفترض أن تجتمع اليوم لتحديد كمية الإنتاج خلال فبراير.
وفي أخر اجتماع لها، قررت المنظمة زيادة الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميًا، بدلًا من 2 مليون برميل، والتي كان من المقرر زيادتها من العام الجديد.
وتتخذ منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها قراراتها شهريًا حسب حالة السوق، ووفقًا للتطورات الجديدة، خاصة في ظل أزمة كورونا.
وبحسب رويترز، فإن ثلاثة مصادر داخل أوبك قالوا بأن معظم الأعضاء أبدوا معارضة لزيادة الإنتاج في فبراير، وذلك في الاجتماع التمهيدي أمس الأحد، حيث أكدوا بأن المستجدات الحالية فيما يخص الوباء لا تساعدهم في اتخاذ قرار بزيادة الإنتاج حيث أن ذلك سيؤثر على الأسواق.
ومن جانب أخر، تبدأ اليوم عمليات التطعيم باللقاح الذي طورته جامعة أوكسفورد وشركة أسترازينيكا في المملكة المتحدة، وهو اللقاح الأرخص في العالم حتى الآن.
ساعد هذا في رفع الآمال بانتعاشة اقتصادية قوية خلال العام الجديد، مما دفع أسعار النفط ترتفع بشكل حاد عن أسعار أخر جلسة تداول الخميس الماضي.
وقال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة أوبك، أمس الأحد، أن المنظمة شهدت الكثير من مخاطر انخفاض الطلب في النصف الأول من عام 2021.
وأوضح اليوم أنه يتوقع تعافيًا تدريجيًا في الطلب على النفط، خاصة في النصف الثاني من عام 2021، حيث بدأت العديد من الدول حول العالم في توزيع لقاحات فيروس كورونا.
على الرغم من الارتفاع الحاد لأعلى المستويات فيما يزيد عن 10 أشهر، إلا أن النفط لم يستطع أن يكمل التداول محافظًا على هذه المستويات، حيث تراجع إلى ما دون 39 دولار للبرميل مرة أخرى، بعد أن اقترب من 50 دولار للبرميل.
قد تكون هذه التحركات السلبية تصحيحية، ولكن في نفس الوقت، يعطي هذا انطباع بأن النفط غير قادر على الارتفاع بحدة. قد يتغير هذا بعد الإعلان عن قرار أوبك الجديد، وإن جاء في صالح النفط. ولكن يبدو أن الزخم الإيجابي قد تباطأ مما دفع النفط للأسفل مرة أخرى، ولكنه محافظ على المكاسب التي حققها اليوم.
بدأ النفط جلسة أول يوم تداول في العام بارتفاع حاد وتخطى حواجز نفسية هامة، كان أهمها هو مستوى 49.40، مما أعطى انطباع بأنه قد يغلق اليوم فوق 50 دولار للبرميل.
بعد ذلك، أظهر النفط ميل هبوطي واضح متأثرًا بسلبية مؤشر ستوكاستيك ولكنه مازال قريبًا من 49 دولار للبرميل. ويحتاج السعر إلى زخم إيجابي لاستكمال مسيرته المرتفعة.
في حالة إن واصل النفط الهبوط الذي بدأه في أخر جلسات، سيعني هذا أنه قد يصل إلى 48 دولار، وفي حالة إن تمكن من الارتداد إيجابيًا مرة أخرى، فقد نشهد اختراق لمستوى 50 دولار اليوم.
تتمثل مستويات الدعم والمقاومة لتداولات خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط اليوم بين 48 و50 دولار على التوالي.