توقعات الذهب خلال الفترة القادمة – هل يبقى إيجابياً أم ينتهي التصحيح قريباً؟

يبقى الذهب دائماً وأبداً هو الملاذ الآمن للمستثمرين والمتداولين في أسواق المال والأسهم العالمية في الأوقات الذي تتزايد فيها حالة عدم اليقين نتيجة لظروف معينة أو أحداث جيوسياسية تتطرأ على الساحة. أنها حقيقة ثابتة غير قابلة للتغيير.

ربما يتسائل المشاركون في الأسواق العالمية بشأن ارتفاع أسعار الذهب خلال شهر أبريل الحالي في الوقت الذي تشهد فيه أيضاً أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية مستويات قياسية لم تحققها من قبل. الإجابة هنا تكمن في أنه توجد محركات إيجابية وأخرى سلبية تدفع الأسواق في آن واحد. لذلك نود أن نلقي الضوء على تلك العوامل ونستعرضها سوياً حتى تكتمل لنا الصورة بشأن اتجاه الذهب كملاذ آمن خلال الفترة القادمة.

ما هي العوامل الإيجابية التي دفعت الذهب للتراجع خلال الربع الأول من عام 2021؟

ربما لو نظرنا إلى الرسم البياني اليومي للذهب منذ بداية عام 2021، لوجدنا أن السيناريو السائد هو التراجع والإنخفاض خلال الربع الأول من العام الحالي، وسط الأجواء الذي بدأ بها عام 2021 وهي تسجيل واعتماد أكثر من لقاح مضاد لفيروس كورونا (كوفيد – 19) من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، إلى جانب فوز الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مع انتقال سلس للسلطة في الولايات المتحدة، ومن ثم إطلاق الرئيس جو بايدن خطة تحفيزية بنحو 1.9 تريليون دولار أمريكي، لإنقاذ الإقتصاد الأمريكي من العثرة التي سببتها له جائحة فيروس كورونا.

ليس هذا فحسب، بل إننا يتوجب علينا أيضاً التذكير بالدور الذي لعبه البنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي FED في تغيير المشهد لصالح الإقتصاد الأمريكي، حيث أكد رئيس البنك الإحتياطي عدة مرات من خلال أكثر من مناسبة على دعم الخطط التحفيزية والإبقاء على برنامج التيسير الكمي QE عبر شراء أصول بقيمة 120 مليار دولار من سندات الخزانة شهرياً.  

جميع ما سبق ذكره قد ساعد على ارتفاع وتعافي أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية عند مستويات قياسية، وفي المقابل أدى إلى انخفاض أسعار الذهب خلال نفس الفترة.

ما هي العوامل السلبية التي أدت إلى ارتفاع الذهب مؤخراً خلال أبريل الحالي؟

يمكننا هنا التحدث عن عامل واحد سلبي ورئيسي، والذي يؤدي بالتبعية إلى حدوث عوامل أخرى يكون لها تأثيرها الهام والمؤثر على الأسواق. هذا العامل هو جائحة كورونا (كوفيد – 19)، حيث أن زيادة أعداد الإصابات والوفيات خلال شهر أبريل الحالي أدت إلى توجه المستثمرين للتحوط في الذهب كملاذ آمن تحسباً لاتجاه بعض الدول لفرض قيود جديدة على السفر أو الأنشطة الإقتصادية أو الإجتماعية، وهو ما يؤدي إلى تبعات إقتصادية أخرى سلبية.

رؤية فنية للذهب

قبل أن أتطرق إلى الرؤية الفنية أود أن أنوه إلى أن على المتداولين مراقبة العوامل السابق ذكرها سواء كانت إيجابية أو سلبية والعمل على قياسها وتقديرها بشكل يومي وأي من هذه العوامل يطغى على الآخر سيكون هو المحرك الرئيسي للذهب صعوداً أو هبوطاً.

أما بالنسبة للرؤية الفنية، فكما نرى أن الذهب يتداول ضمن نطاق قناة سعرية هابطة منذ شهر أغسطس من العام الماضي 2020. وبالنظر بشكل عام لحركة الذهب خلال الربع الأول من عام 2021 نجد أن مسار الذهب كان هابطاً، غير أن ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا مؤخراً غيرت مسار الذهب من أدنى مستوى له منذ يونيو 2020 إلى مسار صاعد خلال شهر إبريل الحالي.

لدينا أيضاً مستويات دعم ومقاومة من المهم مراقبتها خلال الفترة الحالية، حيث أن حركة الذهب أعلاها أو أسفلها سوف يحدد الإتجاه القادم للذهب.

مستوى المقاومة الأفقية: 1,796.31.

مستوى الدعم الأفقي: 1,745.59.

بالنظر إلى الرسم البياني (يومي) نجد أن الذهب لم يستطيع تجاوز مستوى الدعم الحالي 1,745.59 (المقاومة السابقة) خلال شهر مارس حينما تم اختبارها، ولكنه انعكس منها هبوطاً. ولكن مع عودة جائحة كورونا على الساحة من جديد خلال شهر إبريل، استطاع الذهب أن يحصل على دفعة قوية من تحوط المستثمرين فيه كملاذ آمن بالتوازي مع ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بالفيروس التاجي، مما أدى إلى نجاح الذهب في اختراق هذا المستوى والإغلاق أعلاه.

لدينا مستوى أخر يستحق المتابعة وهو مستوى المقاومة الأفقية الحالي 1,796.31، وكما هو مبين في الرسم البياني، فإن الذهب قام باختبار المستوى مؤخراً خلال أبريل الحالي إلا أنه لم يستطيع اختراقه نحو الأعلى. لذا كما قلت من قبل أنه يجب على المتداولين متابعة جميع ما سبق من عوامل إيجابية أو سلبية وقياس أيهما أقوى، وبالتالي فإن ذلك سوف يحدد مسار الذهب في الفترة القادمة. وفي حال استطاع الذهب تجاوز مستوى المقاومة الأفقية والإغلاق أعلاه فسيكون ذلك بمثابة إشارة إيجابية من الناحية الفنية للذهب.

المزيد من التحليلات الفنية والأساسية حول حركة أسعار الذهب سيتم تغطيتها خلال الأيام القادمة. لذلك نود منكم متابعتنا.