الجنيه الإسترليني يتراجع بحدة وسط أزمة فيروس كورونا الجديدة والبريكسيت

انهار زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بأكثر من 1.20٪ في التعاملات المبكرة للسوق الأوروبية، حيث يتفاعل المستثمرون مع إجراءات الإغلاق الجديدة التي فرضتها السلطات البريطانية، بالإضافة إلى عدم إحراز أي تقدم ملموس بشأن الاتفاق التجاري قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

يتم تداول الزوج عند 1.3352 دولار بانخفاض بأكثر من 1.20%، وهو مستوى أدنى بكثير من أعلى مستوى كان قد سجله الأسبوع الماضي عند 1.3625 دولار.

قيود إغلاق جديدة

تأثر ​​الجنيه الإسترليني بشدة على خلفية الأخبار الأخيرة لفيروس كورونا، حيث أعلنت السلطات البريطانية بالأمس أنها ستنتقل إلى المستوى الرابع من إجراءات الإغلاق، وذلك مع ارتفاع وتيرة عدد حالات الإصابة بالفيروس.

أكدت البلاد أمس أكثر من 27 ألف حالة إصابة مما رفع إجمالي عدد الإصابات إلى أكثر من مليوني شخص، الأسوأ من ذلك، أن الدولة أكدت على ظهور سلالة جديدة من الفيروس تنتشر بنسبة 70٪ أسرع منالسابق.

نتيجة لذلك، حظرت العديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا أي سفر من وإلى البلاد، لا يوجد حتى الآن دليل على أن السلالة الجديدة ستكون قادرة على تجنب اللقاح.

يري الاقتصاديون أن هذا الفيروس وعمليات الإغلاق ستجعل الأمر صعبًا نسبيًا على الاقتصاد البريطاني المحاصر بالفعل،ففي الأشهر الأخيرة عززت الحكومة ديونها بأكثر من 200 مليار جنيه إسترليني مما رفع إجمالي الدين العام إلى أكثر من 2 تريليون جنيه إسترليني.

لا تقدم في المفاوضات

زاد من الضغط على العملة الملكية عدم احراز بريطانيا والاتحاد الأوروبي أي تقدم بشأن الصفقة التجارية حتى مع استمرار نفاد الوقت،فأمام الجانبين أقل من 10 أيام للتوصل إلى اتفاق يمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة.

أكبر القضايا في الوقت الحالي تتعلق بمصايد الأسماك وقواعد التجارة العادلة وإدارة الصفقة، فيما يتعلق بمصايد الأسماك تريد المملكة المتحدة أن يكون لها سيطرة كاملة على مياهها أثناء التجارة وتريد وضع لوائحها الخاصة.

في تصريحات صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع طلب مسؤولون بريطانيون من الاتحاد الأوروبي التخلي عن المطالب غير المعقولة.

اليورو

انخفض زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي في تعاملات اليوم، حيث تفاعلت الأسواق مع التقدم في واشنطن بشأن صفقة تحفيز جديدة، وتراجع الزوج إلى مستوى 1.2183 دولار وهو أدنى بكثير من أعلى مستوى كان قد سجله الأسبوع الماضي عند 1.2276 دولار.

وافق قادة الكونجرس الأمريكي بالأمس على تمرير حزمة تحفيز جديدة بقيمة 900 مليار دولار، وستشمل الصفقة 600 مليار دولار مدفوعات مباشرة للأمريكيين، كما سيوفر 300 مليار دولار في صورة إعانات بطالة، ستخصص أموال أخرى للمدارس وتوزيع اللقاحات والأعمال الصغيرة.

أيضًا، ستتلقى شركات الطيران حوالي 15 مليار دولار بينما سيخصص 25 مليار دولار للمساعدة في الإيجار، الخاسر الأكبر سيكون الولايات والحكومات المحلية التي تواجه عجزًا بمليارات الدولارات.

في وقت لاحق اليوم سيصدر الاقتصاد الأوروبي بيانات ثقة المستهلك والأعمال الصادرة عن المفوضية الأوروبية، بشكل عام يعتقد الاقتصاديون أن هذه الأرقام ستُظهر تحسنًا كبيرًا في المعنويات لأن الكثيرين متفائلون بشأن طرح لقاحات فيروس كورونا.