إعلان
إعلان

الثامن و العشرين من إبريل 2021 – انتظار لكلام كل من باول وبايدن عن السياسات النقدية و المالية

بواسطة:
Walid Salah El Din
محدث بتاريخ: Oct 5, 2021, 09:12 UTC

اتجهت العوائد على إذون الخزانة الأمريكية للإرتفاع ليتواجد حالياً العائد على إذن الخزانة الأمريكي لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب أعيُن

السياسات النقدية

اتجهت العوائد على إذون الخزانة الأمريكية للإرتفاع ليتواجد حالياً العائد على إذن الخزانة الأمريكي لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب أعيُن المُتعاملين في الأسواق بالقرب من 1.63% بعد أن تمكن بالأمس من تجاوز ال 1.60% الذي إستقر دونه طوال أوقات تداول الإسبوع.  

بينما تترقب الأسواق اليوم ما سيصدُر بإذن الله عن إجتماع أعضاء لجنة السوق المُحددة للسياسة في الولايات المُتحدة التي لم تُبدي قلقً من ارتفاع العوائد داخل أسواق المال الثانوية عقب إجتماع أعضاء اللجنة الماضي الذي انتهى في السابع عشر من مارس كما كان مُتوقعاً بالإحتفاظ بسعر الفائدة ما بين الصفر وال 0.25% كما هو منذ مارس الماضي وأبقت سياسات الدعم الكمي بمُعدل شراء شهري 120 مليار دولار بموافقة كامل أعضاء اللجنة.  

وهو ما ينتظر أغلب المُتعاملين في الأسواق حدوثه مُجدداً يوم غداً بإذن الله بنسبة كبيرة تقترب من 100%، بعدما أكد أعضاء اللجنة وعلى رأسها رئيس الفيدرالي جيروم باول في أكثر من مناسبة على ضرورة استمرار دعم الفيدرالي حتى حدوث “تقدم كبير”. 

باول يؤكد على استمرار تحسن الإقتصاد الأمريكي

فقد جاء مؤخراً عن جيروم باول رئيس مجلس الإحتياطي الفيدرالي خلال حديثه في مُنتدى واشنطن الإقتصادي أن الإقتصاد الأمريكي يمر حالياً بمرحلة تحول نحو مُعدلات نمو أسرع مُستبعداً في نفس الوقت أي رفع لسعر الفائدة قبل نهاية 2022.  

كما صرح بأنه من المُحتمل أن يلجئ الفيدرالي لخفض دعمه الكمي أولاً حال قرر القيام بتضييق السياسات التوسُعية المعمول بها حالياً قبل اللجوء لرفع أسعار الفائدة، وهو أمر تتوقعه الأسواق بالفعل كما حدث من قبل في عهد رئيسة الفيدرالي السابقة وسكرتيرة الخزانة الحالية جانيت يلين. 

كما ألمح من جانبه نائبه ريتشارد كلاريدا إلى أن تهيئة الأسواق لمثل هذه الخطوة قد تبدأ في يونيو القادم مع صدور توقعات جديدة من جانب أعضاء لجنة السوق المُحددة للسياسات النقدية للفيدرالي بشأن النمو والتضخم وسوق العمل وسعر الفائدة مع إحتمال بأن تكون بداية التخفيضات الفعلية لمُعدل شراء الفيدرالي من إذون الخزانة بحلول نهاية العام. 

كما جاء عن لوريتا ميستر رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند عبر وكالة رويترز أن الإقتصاد الأمريكي من المُنتظر أن ينمو بنسبة 6٪ أو أكثر هذا العام وسينخفض معدل البطالة إلى 4.5٪ أو أقل بحلول نهاية العام” مُتوقعة حدوث انتعاش في النشاط الإقتصادي في النصف الثاني من هذا العام بفضل الدعم الكبير من السياسة المالية والنقدية وسُرعة التطعيم ضد الفيروس. 

جدير بالذكر أن أعضاء اللجنة صدر عنهم بعد الإجتماع الماضي مُتوسط توقعهم بالنسبة للنمو ليكون ب 6.5% هذا العام من 4.2% في ديسمبر الماضي و أيضاً بالنسبة للتضخُم ليبلُغ مُؤشر الأسعار للإنفاق الشخصي على الإستهلاك المؤشر المُفضل للفيدرالي لإحتساب التضخم 2.4% هذا العام قبل أن يتراجع ل 2% العام القادم وعن سوق العمل هبط توقعه لمُعدل البطالة من 6.2% حينها “قبل صدور تقرير مارس الذي أظهر هبوط بالفعل ل 6%” ل 4.5% بنهاية هذا العام ، بعدما كان مُتوسط توقعهم في ديسمبر الماضي يُشير إلى بلوغ هذا المُعدل 5% فقط بنهاية هذا العام.  

سعر الفائدة على الدولار قد يظل عند المستوى الحالي حتى 2023

أما بشأن سعر الفائدة الذي ركزت عليه الأسواق نظراً لإرتفاع العوائد على إذون الخزانة الأمريكية داخل أسواق المال الثانوية، فقد جاء مُتوسط توقعات أعضاء اللجنة الذي كانت تتطلع إليه الأسواق ليُظهر توقع 7 من 18 رفع سعر الفائدة في 2023. 

بعدما كان يتوقع 5 فقط من 17 هذا الرفع عقب اجتماع ديسمبر الماضي الذي لم يشمل كريستوفر والار الذي انضم لاحقاً للجنة بنهاية ديسمبر وصرح الإسبوع الماضي بأنه “لا يعتقد أن أي شخص داخل اللجنة سيكون في غاية الإرتياح أثناء مُشاهدة التضخُم يرتفع ل 3% سنوياً ويستقر فوقها لفترة من الوقت” مشيراً إلى أن القلق الأكبر في المرحلة القادمة سيكون في حال تزايدت توقعات التضخم الفعلية مع تحسُن الآداء الإقتصادي. 

رئيس الفيدرالي جيروم باول وصف خلال المؤتمر الصحفي الإفتراضي الذي أعقب ذلك الإجتماع هذا الإرتفاع في توقعات سعر الفائدة داخل اللجنة بأنه “مازال يُعتبر رؤية من جانب الأقلية”، كما أضاف أن الحديث عن خفض للدعم الكمي هو حديث سابق لأوانه ومُعلق بوصول الفيدرالي لأهدافه داخل سوق العمل وللتضخم.  

ليتضح بذلك للأسواق أن الصعُود في العوائد على إذون الخزانة داخل أسواق المال الثانوية لا يُعبر عن توقع فعلي من جانب أعضاء اللجنة بشأن سعر الفائدة بل تفاؤل بتحسُن آداء الإقتصاد وارتفاع مُعدلات التضخُم من جانب الأسواق وهو ما أسهم في ضغط على العوائد داخل أسواق المال الثانوية لاحقاً كما رأينا مع تأكيد الفيدرالي في كل مناسبة على استمرار سياساته التحفيزية. 

بينما لاتزال التوقعات بشأن التضخُم في ارتفاع إلى الآن ليس فقط بسبب الصعود المرحلي المُنتظر على المدى القريب نتيجة بيانات التضخُم السنوية المُنتظر صدورها عن الأشهر القادمة بل أيضاً بسبب التحسُن الواضح في الطلب وفي مُعدلات التشغيل بعد تواجُد عدة لقاحات لمواجهة الفيروس وبعد الجهود التي بُذلت من جانب الحكومات والبنوك المركزية لتحسين الآداء الإقتصادي وخفض حالة عدم التأكُد التي كانت تضغط على الإنفاق على الإستثمار والإنفاق على الإستهلاك ما أسهم في تزايد أسعار المواد الأولية والطاقة مع إرتفاع الطلب الذي يدعم بدوره التضخُم بشكل عام. 

كما لايزال التخوف مُستمر بعد بلوغ هذه المُستويات السعرية داخل أسواق الأسهم من احتمال ظهور فُقاعات في أسعار الأصول وإرتفاعات غير مُبررة في بعض الأسهم كما حدث من قبل في أسهم شركات مثل شركة  Game Stop نتيجة إستمرار سياسات الفيدرالي التحفيزية التي تضغط على تكلفة الإقتراض وتُسهل على المُضاربين استخدام روافع مالية أعلى ما قد يُهدد الإستقرار المالي.  

ذلك وتنتظر الأسواق يوم أيضاً لمعرفة المزيد عن السياسات المالية في الولايات المُتحدة من خلال حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن المُنتظر أمام الكونجرس بإجتماع مجلسيه عن خططه التحفيزية الجديدة وتمويلها بعد تداول شائعات هذا الصباح عن طرحه خلال حديثه لخطة جديدة لدعم الأسرة بما قيمته 1.8 ترليون دولار بعدما سبق وأعلن عن خطة لدعم البنية التحتية بمقدار 2.25 ترليون دولار يُخطط لأن يكون تمويلها بالأساس من خلال رفع الضرائب على الشركات من 21% ل 28%.  

كما تم تداول أخبار عن رويترز يوم الخميس الماضي تُشير إلى مُقتراحاته لتمويل العجز المالي الحكومي ودعم الأسرة والتعليم الأساسي للأطفال من خلال زيادة في الضريبة على الدخل قد تصل إلى 39.6% من 37% مع زيادة الضرائب على الأرباح الرأسمالية للضعف تقريباً لتصل أيضاً إلى 39.6% لمن يحصلون على مليون دولار أو أكثر سنوياً.  

ما تسبب يوم الخمس الماضي في تراجُع داخل أسواق الأسهم المتوجسة أصلاً من ماهية الطريقة التي سيتبعها لتمويل العجز الحكومي في ظل خططه المُتتابعة لزيادة الإنفاق العام وهو ما ليس ببعيد عن وعوده الإنتخابية قبل تولي كرسي الرئاسة ما جعل ترامب يصفه بالإشتراكي، فمع مرور الوقت أصبح يتضح أكثر فأكثر أن رفع الضرائب في الولايات المُتحدة يُعتبر ضرورة وخيار محسوم بالنسبة لإدارة بايدن.  

لكن قبول مجلسي النواب والشيوخ برفع الضرائب بهذة الصور التي ذُكرت عن بايدن مؤخراً يُعتبر في غاية الصعوبة، لذلك عاودت مؤشرات الأسهم الأمريكية الإرتفاع وتسجيل المزيد من المُستويات القياسية مُجدداً مع إستبعاد المُتعاملين في الأسواق قبولهما بهذة الإرتفاعات في الضرائب التي يرها أغلب المُتعاملين في الأسواق مُبالغ فيها وقد تتسبب في ضغط على الإنفاق على الإستثمار في الولايات المُتحدة وربما هروب رؤوس أموال منها ما قد يُهدد تقدُم صناعات ناجحة وقائمة بالفعل يعتمد عليها الإقتصاد الأمريكي مثل وادي السليكون. 

قراءة عامة في أسواق الأسهم الأمريكية

مؤشر ستندارد أند بورز 500 المُستقبلي يستقر حالياً بالقرب من 4,190 في انتظار الجديد دون المُستوى القياسي الذي سجله قبل بداية جلسة الأمس الأوروبية بصعوده ل 4,199.5 إلى الآن، كما يتواجد حالياً مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي الصعود بالقرب من 13,935 دون مُستواه القياسي الذي سجله في السادس عشر من إبريل الجاري عند 14,075. 

 بعد صدور بيانات أرباح فصلية فاقت التوقعات عن فيسبوك وألفابيت المملوكة لجوجل وأيضاً تسلا تُشير إلى زخم في الآداء الإقتصادي في الولايات المُتحدة التي تنتظر أيضاً يوم غد صدور بيان إجمالي ناتجها القومي عن الربع الأول من هذا العام و المُتوقع أن يُظهر نمو بشكل سنوي ب 6.5% بعد نمو ب 4.3% في الربع الرابع من العام الماضي. 

على أية حال سواء كان حديث الفيدرالي عن السياسات النقدية أو حديث بايدن عن السياسات المالية، الإثنان يرتبطان إلى حد بعيد بالعوائد داخل أسواق المال الثانوية وتوقعات النمو والتضخُم وتأثيرهما على الأسواق العالمية بما فيها أسواق الطاقة والمواد الأولية.  

لذلك يستدعي الأمر المُتابعة والإنتباه لإرتباطه بتوجه رؤوس الأموال على المدى القصير والبعيد أيضاً.  

للإطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار.  

نبذة عن المؤلف

لقد تشرفت كخبير أسواق بعمل تحليلات لعدد من السماسرة الذين يُقدمون الدعم بالتحليلات لعملائهم في هذا المجال و المرخصين من ال FCA البريطانية مثلAlpari UK  وIKON FX  و One Financial ، كما تنشُر عدة مواقع مُختصة بهذا المجال تحليلاتي الأساسية و الفنية باللغة العربية و الإنجليزية.

هل وجدت أن هذه المقال مفيدة بالنسبة لك؟

إعلان