إعلان
إعلان

التحليل الفني لزوج اليورو دولار، نظرة فنية واقتصادية في غضون فعاليات مؤتمر جاكسون هول

بواسطة:
Ahmed Kotb
محدث بتاريخ: Oct 5, 2021, 08:48 UTC

مما لا شك فيه أن تحركات زوج اليورو دولار كانت تحت مجهر المتداولين والمستثمرين في سوق العملات (الفوركس)، حيث اقتربت الحركة السعرية للزوج خلال الأسبوع الماضي من اختبار مستوى دعم هام جداً، والذي كان يعد مؤشراً فنياً هاماً في تحديد مدى سلبية الزوج في حال كسره.

اليورو دولار

مما لا شك فيه أن تحركات زوج اليورو دولار كانت تحت مجهر المتداولين والمستثمرين في سوق العملات (الفوركس)، حيث اقتربت الحركة السعرية للزوج خلال الأسبوع الماضي من اختبار مستوى دعم هام جداً، والذي كان يعد مؤشراً فنياً هاماً في تحديد مدى سلبية الزوج في حال كسره.

هذا المستوى هو مستوى الدعم الأفقي 1.17100 والذي تم اختباره من قبل الحركة السعرية لزوج اليورو دولار في أواخر مارس الماضي وأوائل أبريل الماضي من عام 2021، ولكن الحركة السعرية للزوج لم تستطع كسر هذا المستوى في ذلك الحين ولكن ارتد الزوج منه إلى أعلى مستوى 1.22 خلال شهري أبريل ومايو من العام الحالي.

وبالفعل استطاع زوج اليورو دولار خلال جلسات تداول الأسبوع الماضي من كسر مستوى الدعم الأفقي 1.17100، ليشكل بذلك قاع جديد خلال شهر أغسطس الحالي ويكون هو القاع الأدنى للزوج خلال عام 2021 حتى الآن. بمعنى آخر كان اليورو يتداول خلال الأسبوع الماضي عند أدنى مستوياته أمام الدولار الأمريكي وبالتحديد عند 1.1664.

مع النظر على الرسم البياني اليومي لزوج اليورو دولار سنجد أن الدولار الأمريكي استطاع أخذ زمام السيطرة من اليورو منذ أواخر مايو الماضي لينخفض زوج اليورو دولار من أعلى مستوياته في الربع الثاني من العام الحالي 1.2266 إلى أن حقق الزوج أدنى مستوى له خلال عام 2021 في شهر أغسطس الحالي وبالتحديد خلال تداولات الأسبوع الماضي. فما هي الأسباب الإقتصادية التي أدت إلى ذلك الهبوط منذ ذلك الحين؟

في حال ألقينا نظرة على البيانات الإقتصادية بالنسبة للإقتصاد الأمريكي على حدة وبالنسبة لإقتصاد منطقة اليورو على حدة، لربما تتضح أمامنا أسباب قوة الدولار في تلك الفترة أمام اليورو، ومن بين أبرز هذه الأسباب:

التحسن الملحوظ في معدلات بيانات التوظيف في القطاع الخاص في الولايات المتحدة

أعداد طلبات إعانة البطالة الأمريكية

لربما أن العديد من المتداولين في أسواق المال والأسهم يستمعون إلى مصطلح طلبات إعانة البطالة الأمريكية منذ بداية جائحة كورونا (كوفيد – 19) في فبراير عام 2020، وهو مؤشر أسبوعي يصدر عن وزارة العمل الأمريكية. حيث قد بلغت تلك الطلبات أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال العام الماضي بسبب الجائحة في شهر أبريل حينما حققت نحو 6,867 مليون طلب، ولكن منذ ذلك الحين نستطيع أن نقول أن المنحنى البياني لهذا المؤشر كان يميل إلى الهبوط بشكل ملحوظ، حيث بلغ أدنى معدل لهذا المؤشر أو هذه الطلبات خلال الأسبوع الماضي في شهر أغسطس الحالي 2021 عندما حقق نحو 349 ألف طلب منذ بدء الجائحة. لربما إذا سارت الأمور على ما يرام أن نجد هذا المؤشر يعود مرة أخرى قريباً خلال العام الحالي أو بداية العام القادم إلى معدلات ما قبل الجائحة 203 ألف طلب في أوائل فبراير من عام 2020.

معدل البطالة في الولايات المتحدة

لقد تسببت جائحة كورونا في تحقيق آثار سلبية للإقتصاد الأمريكي، والذي لا يزال يعاني منها حتى الآن، حيث أنه من المعروف أن الولايات المتحدة هي أعلى دولة في العالم من حيث أعداد الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد – 19). ليس الأمر كذلك فقط ولكن تسببت جائحة كورونا أيضاً في بلوغ معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق خلال شهر مايو من عام 2020 عندما بلغ نحو 14.7%. ولكن أيضاً منذ ذلك الحين نستطيع أن نرى تراجع ملحوظ في المنحنى البياني لهذا المعدل وهو الآن عند أدنى مستوياته منذ بدء الجائحة حيث حققت قراءة أسبوعية في شهر أغسطس الحالي نحو 5.4% لمعدل البطالة.

تقرير الوظائف في القطاع الخاص غير الزراعي في الولايات المتحدة NFP

أما عن تقرير الوظائف في القطاع الخاص غير الزراعي NFP في الولايات المتحدة يمكننا أن نلاحظ عمق الأثر السلبي للجائحة على هذا التقرير في شهر مايو عام 2020 عندما أشارت تقديرات التقرير إلى فقدان القطاع الخاص في الولايات المتحدة نحو 20,687 مليون وظيفة وهو أعلى معدل لفقدان الوظائف في تاريخ التقرير وفي تاريخ الولايات المتحدة. بينما يمكننا الآن أن نلمس التحسن التدريجي الملحوظ، حيث أضاف تقرير NFP نحو 943 ألف وظيفة في يوليو الماضي وهو رقم فعلي أعلى من تقديرات الخبراء والمحليين والتي كانت تشير إلى 870 ألف وظيفة.

من خلال إلقاء نظرة سريعة على المؤشرات السابقة والتي تعد من المؤشرات الهامة في قياس مدى تعافي الإقتصاد الأمريكي، يمكننا القول بأن الإقتصاد الأمريكي يحقق تقدم وتعافي ملحوظ خلال الفترة الحالية وهو ما أدى إلى اعتزام مجلس الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال آخر اجتماع له على تقليص برنامج مشتريات الأصول أو التحفيز النقدي الطارئ لجائحة كورونا والبالغ حالياً 120 مليار دولار أمريكي شهرياً.

بالإضافة إلى ما سبق فقد صرح رئيس مجلس البنك الإحتياطي الفيدرالي جيروم باول وبعض أعضاء المجلس أن الإرتفاع الذي يشهده معدل التضخم في الولايات المتحدة، قد يدفع البنك الإحتياطي الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة في عام 2022 بدلاً من عام 2023، وهو الأمر الذي منح دفعة داعمة للدولار الأمريكي أمام اليورو خلال الشهور القليلة الماضية.

أما عن اقتصاد منطقة اليورو فيمكننا ملاحظة تباين في البيانات الصادرة عن اقتصاد منطقة اليورو أو من الممكن القول أنه هناك تحسن في اقتصاد المنطقة ولكن بصورة متباطئة، كما أن البنك المركزي الأوروبي برئاسة كريستين لاجارد لايزال محافظاً على سياسة نقدية ثابتة تعتمد على التحفيز أو التيسير وأهم بنودها هو استهداف معدل تضخم بنحو 2% ، بينما يبلغ معدل أسعار المستهلكين وفق أحدث قراءة له في شهر أغسطس الحالي نحو 2.2% وهو أعلى معدل له خلال ثلاث سنوات، في حين أن معدل الفائدة على اليورو حالياً عند المستوى الصفري، بالإضافة إلى الإبقاء على برنامج التحفيز النقدي الطارئ لجائحة كورونا كما هو عند 1.85 تريليون يورو حتى مارس عام 2022.

كيف تتعامل الدول الآن مع جائحة كورونا أو فيروس دلتا المتحور في الوقت الحالي؟

يبدو لنا جميعاً أن الدول والحكومات بدأت في التعامل بشكل مغاير ومختلف خلال عام 2021 عن طريقة التعامل خلال عام 2020 مع انتشار جائحة كورونا. خلال العام السابق كانت الدول تلجأ إلى فرض عمليات إغلاق مع تطبيق تدابير احترازية تمتد لأسابيع أو لشهور ربما، وهذه كانت الطريقة التي تعتمد عليها الدول في السيطرة على انتشار فيروس كورونا.

أما حالياً ومع وجود عدة لقاحات معتمدة من قبل الهيئات والمؤسسات الطبية المختصة، يمكننا أن نرى طريقة جديدة في التعامل مع انتشار الفيروس والسيطرة عليه من خلال زيادة معدلات حملات التطعيم وكذلك كذلك إعطاء جرعات ثالثة معززة

لفاعلية اللقاحات، وهو ما يشير إلى استمرار الآلة الإقتصادية على العمل والتقدم مع الإعتماد على عمليات انتاج اللقاحات والتطعيم.

رؤية فنية على زوج اليورو دولار

  من خلال الرسم البياني اليومي في الأعلى نرى أن زوج اليورو دولار يتداول ضمن نطاق قناة سعرية هابطة منذ أواخر مايو الماضي من أعلى مستوياته التي حققها خلال الربع الثاني من العام الحالي 2021 وهو مستوى 1.2266، حتى بلغ أدنى مستوياته في عام 2021 وبالتحديد في شهر أغسطس الحالي عند مستوى 1.1664.

يمكننا أيضاً ملاحظة التصحيح الصاعد الذي يشهده زوج اليورو دولار منذ نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي، حيث أن الحركة السعرية للزوج تختبر حالياً الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة وكذلك مستوى المقاومة الأفقية 1.1770.

في حال استطاع الزوج من اختراق الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة والتحرر من نطاقها وكذلك اختراق مستوى المقاومة الأفقية والثبات أعلاها، فمن المتوقع أن يكون الزوج إيجابياً ويتجه لاختبار مستويات مقاومة أعلى وكذلك البدء في التداول ضمن نطاق قناة سعرية صاعدة على المدى المتوسط.

أما في حال لم ينجح الزوج في اختراق الحد العلوي للقناة وكذلك مستوى المقاومة الأفقية، فمن المتوقع أن ينعكس الزوج نحو الأسفل لاختبار مستوى الدعم الأفقي 1.1711 وفي حال نجحت الحركة السعرية للزوج في كسر هذا المستوى، فمن المرجح اتجاه الزوج نحو مستوى الدعم الثاني 1.1617.

ماذا تقول المؤشرات الفنية لزوج اليورو دولار؟

من خلال الرسم البياني اليومي في الأعلى نستطيع رؤية ثلاثة مؤشرات فنية معروفة وشائعة لدى الكثيرين من المتداولين والمستثمرين في عالم تداول أسواق المال والأسهم على زوج اليورو دولار، وهي:

  • مؤشر المتوسط المتحرك 10.
  • مؤشر المتوسط المتحرك 30.
  • مؤشر MACD.

في حال النظر لمؤشرات المتوسطات المتحركة 10 و 30، سوف نرى أن الحركة السعرية للزوج أعلى من المتوسط المتحرك 10 باللون الأحمر وفي نفس الوقت تتداول أسفل المتوسط المتحرك 30 باللون الأزرق، وهو ما يشير من وجهة نظري إلى الإنتظار قليلاً قبل التفكير في شراء أو بيع الزوج، حتى نرى كيف سيتعامل الزوج مع المتوسط المتحرك 30. وفي حال استطاع الزوج من التداول أعلى المتوسط المتحرك 30 فسيكون ذلك مؤشر إيجابي وداعم لزوج اليورو دولار على المدى المتوسط، أما في حال تم تداول الزوج أسفل المتوسطات المتحركة 10 و 30 فسيكون ذلك مؤشر سلبي للزوج، حيث من المتوقع أن يشهد الزوج المزيد من الضغوط البيعية.

يكمننا أيضاً ملاحظة إيجابية مؤشر MACD من خلال الرسم البياني للمؤشر باللون الأخضر وأيضاً قطع المتوسط المتحرك باللون الأسود للمتوسط المتحرك باللون الأحمر في مؤشر MACD. يمكننا القول أن مؤشر MACD داعم لصعود زوج اليورو دولار.

نبذة عن المؤلف

محرر وكاتب ومؤلف مالي واقتصادي مع خبرة تمتد لأكثر من 12 عاماً في مجال تداول أسواق المال والأسهم العربية والعالمية.

هل وجدت أن هذه المقال مفيدة بالنسبة لك؟

إعلان