يشهد زوج الباوند دولار GBP/USD نمط تداول خلال شهر أكتوبر الحالي مخالف تماماً عن نمط التداول لشهر سبتمبر الماضي. لو ألقينا نظرة على الرسم البياني لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي اليومي سنجد أن الزوج تراجع خلال شهر سبتمبر بنحو -0.02793 نقطة أو بنسبة -2.03%. بينما تشهد الحركة السعرية للزوج خلال شهر أكتوبر الحالي نمط تداول إيجابي، حيث صعدت الحركة السعرية للزوج منذ بداية أكتوبر وحتى الآن بنحو 0.03453 نقطة أو بنسبة 2.55%. فما الذي طرأ خلال هذه الفترة ليغير من مسار الزوج 180 درجة؟
يشهد زوج الباوند دولار GBP/USD نمط تداول خلال شهر أكتوبر الحالي مخالف تماماً عن نمط التداول لشهر سبتمبر الماضي. لو ألقينا نظرة على الرسم البياني لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي اليومي سنجد أن الزوج تراجع خلال شهر سبتمبر بنحو -0.02793 نقطة أو بنسبة -2.03%. بينما تشهد الحركة السعرية للزوج خلال شهر أكتوبر الحالي نمط تداول إيجابي، حيث صعدت الحركة السعرية للزوج منذ بداية أكتوبر وحتى الآن بنحو 0.03453 نقطة أو بنسبة 2.55%. فما الذي طرأ خلال هذه الفترة ليغير من مسار الزوج 180 درجة؟
يتداول حالياً زوج الباوند دولار عند أعلى مستوياته منذ 17 سبتمبر الماضي وبالتحديد عند مستوى 1.3812. ولربما أن بعض البيانات الإقتصادية التي صدرت خلال الربع الثالث والربع الرابع الحالي من عام 2021 كانت داعمة للجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي، فقد أعلن مكتب الإحصاءات الوطني في المملكة المتحدة أواخر سبتمبر الماضي عن نمو الناتج المحلي الإجمالي GDP للربع الثاني للمملكة المتحدة أعلى من المتوقع عند 5.5%، بينما كان يعاني الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من عام 2021 من انكماش حيث سجل قراءة عند -1.6%.
أما بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي السنوي فقد حققت بريطانيا أعلى معدل خلال عام 2021 خلال شهر يوليو الماضي عند 22.2%، غير أن الناتج المحلي الإجمالي السنوي تراجع عند مستوى 6.9% خلال سبتمبر الماضي.
على الصعيد الصناعي، حققت المملكة المتحدة خلال شهر أبريل الماضي من عام 2021 أعلى معدل لمؤشر مديري المشتريات الصناعي PMI عند 66.1، غير أن المؤشر تراجع منذ ذلك الحين حتى استقرت قراءة المؤشر عند 57.1 خلال شهر سبتمبر الماضي.
أما بشأن مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة فقد سجلت أفضل قراءة خلال شهر أبريل الماضي عند 9.2%، بينما تراجعت مبيعات التجزئة خلال شهر أغسطس لتسجل قراءة سالبة عند -0.9%.
يمكننا ملاحظة البيانات الإقتصادية للمملكة المتحدة وهي في حالة تراجع خلال الربع الثالث غير أن القراءات في معظمها تأتي أفضل من توقعات المحللين في أغلب الأحيان، يجب علينا أيضاً الأخذ في الإعتبار معدل حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تعاني منها المملكة المتحدة حالياً أو يمكننا القول منذ يوليو الماضي وحتى الآن من العام الحالي والتي تتراوح في العادة من 30 ألف إلى 40 ألف حالة يومياً في تلك الفترة وما صحب ذلك من حالات إغلاق وتطبيق تدابير تباعد إجتماعي احترازية، وبالتأكيد فإن ذلك يأثر على الآداء الإقتصادي البريطاني بالسلب.
ولكننا إذا أردنا معرفة السبب الحقيقي في ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي مؤخراً، فعندئذ لابد لنا أن نتحدث عن بعض المؤشرات المرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بمعدلات التضخم التي تشهد مستويات مرتفعة حالياً في المملكة المتحدة مثل مؤشر أسعار المستهلكين CPI الذي شهد أعلى مستوياته خلال شهر أغسطس الماضي عند 3.2% في حين انخفض هذا المؤشر بشكل طفيف في شهر سبتمبر ليسجل قراءة عند 3.1% وهو معدل أعلى من المعدل المستهدف من قبل بنك أنجلترا المركزي. العديد من الخبراء يعتبرون أنه انخفاض مؤقت سيعود المؤشر للإرتفاع بعده خلال الشهور القادمة مع توقع الخبراء بارتفاع أسعار الطاقة عالمياً.
يمكننا أيضاً إلقاء نظرة على معدل الدخل متضمن العلاوات والذي بلغ أعلى مستوياته في يونيو الماضي خلال العام الحالي عند 8.8%، غير أن معدل الدخل تراجع في شهر أغسطس الماضي عند مستوى 7.2%.
ارتفاع معدلات التضخم في المملكة المتحدة نتج عن عدة عوامل أشتركت تأثيراتها في وقت واحد مثل ارتفاع أسعار المواد الأساسية الأولية نتيجة زيادة الطلب وشح المعروض وكذلك ارتفاع أسعار الطاقة العالمية نتيجة لذات السبب وهو تعافي الطلب العالمي مع قلة المعروض غير أن المملكة المتحدة شهدة أزمة حادة في عملية إيصال الوقود إلى محطات التموين خلال شهر سبتمبر وأكتوبر الحالي بسبب نقص حاد في أعداد سائقي الشاحنات وهو ما أدى إلى أزمة تم وضع الجيش البريطاني في وضع استعداد على أثرها، مما تسبب أيضاً في تفاقم أزمة ارتفاع أسعار الطاقة في المملكة المتحدة، ناهيك أيضاً عن أزمة الطاقة التي تشهدها قارة أوروبا نتيجة قلة مصادر الطاقة مع توقع العديد من الخبراء بمزيد من الإرتفاع في أسعار الطاقة العالمية مع اقترابنا من فصل شتاء ذات طقس شديد البرودة. أيضاً الإضطربات التي تشهدها سلاسل الإمداد والتوريد حول العالم.
جميع ما سبق ذكره يؤدي بالتبعية إلى ارتفاع معدلات التضخم في المملكة المتحدة، مما يستدعي من مسؤولي البنك المركزي في أنجلترا بفعل شيء ما تجاه رفع معدل الفائدة على الجنيه الإسترليني المستقر بالقرب من المستوى الصفري عند 0.10 منذ مارس عام 2020.
العديد من الخبراء والمؤسسات المالية الكبرى مثل بنك جولدمان ساكس وجي بي مورجان وكريدي سويس يتوقعون أن يقدم بنك أنجلترا المركزي BoE على رفع أسعار الفائدة على الجنيه الإسترليني في شهر نوفمبر القادم، ليكون بذلك أول البنوك المركزية الكبرى حول العالم الذي يقدم على تلك الخطوة من أجل الحد من ارتفاع معدلات التضخم.
محافظ بنك انجلترا المركزي أندرو بيلي قال في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن السياسة النقدية الحالية لا تمتلك الأدوات اللازمة لمعالجة الإرتفاع في التضخم بسبب أزمة نقص المعروض، غير أن البنك المركزي يتعين عليه القيام بشيء ما من أجل السيطرة على معدل التضخم المرتفع.
مع إلقاء نظرة على الرسم البياني 60 دقيقة يمكننا ملاحظة أن الحركة السعرية لزوج الباوند دولار تتداول خارج نطاق القناة السعرية الصاعدة ولذلك فمن المتوقع أن يفقد زوج الباوند دولار بعض الزخم الصاعد إلى حد ما، غير أن مستويات الدعم والمقاومة هي المؤشرات التي ستؤكد أو تعطي إشارة لسلبية أو إيجابية الزوج.
لدينا مستوى الدعم الأفقي 1.3770 وفي حال استطاع الزوج كسر هذا المستوى والتداول والإغلاق أسفله فسيكون ذلك مؤشر سلبي للزوج. وفي حال اختبار الزوج لمستوى الدعم الأفقي والإرتداد منه، فمن المتوقع أن يذهب الزوج لاختبار مستوى المقاومة الأفقي 1.3831. وفي حال اختراق الحركة السعرية لمستوى المقاومة الأفقي والنجاح في الإستقرار والإغلاق أعلاه، فمن المتوقع أن يستمر الزوج في الصعود.
محرر وكاتب ومؤلف مالي واقتصادي مع خبرة تمتد لأكثر من 12 عاماً في مجال تداول أسواق المال والأسهم العربية والعالمية.