إعلان
إعلان

التحليل الفني : أزمة الطاقة العالمية تدفع الذهب للصعود فما هي الأهداف؟

بواسطة:
Ahmed Kotb
محدث بتاريخ: Oct 19, 2021, 15:38 UTC

استطاع الذهب أن يستعيد إيجابيته منذ بداية جلسة تداول اليوم الثلاثاء، حيث ارتفع الذهب بنحو 14.2 نقطة أو بنسبة 97% من مستوى افتتاح الجلسة 1,764.05، ليتداول حالياً عند مستوى 1,779.59. ليس هنالك سبب ما رئيسي أو جيوسياسي لارتفاع الذهب على هذا النحو ولكننا نستطيع أن نقول بأن ضعف الدولار الأمريكي هو السبب الرئيسي في ارتفاع الذهب خلال جلسة اليوم.

الذهب

في هذه المقالة:

استطاع الذهب أن يستعيد إيجابيته منذ بداية جلسة تداول اليوم الثلاثاء، حيث ارتفع الذهب بنحو 14.2 نقطة أو بنسبة 97% من مستوى افتتاح الجلسة 1,764.05، ليتداول حالياً عند مستوى 1,779.59. ليس هنالك سبب ما رئيسي أو جيوسياسي لارتفاع الذهب على هذا النحو ولكننا نستطيع أن نقول بأن ضعف الدولار الأمريكي هو السبب الرئيسي في ارتفاع الذهب خلال جلسة اليوم.

ومع النظر إلى مؤشر الدولار الأمريكي نجد أن الدولار يتداول حالياً عند أدنى مستوى له منذ 28 من سبتمبر الماضي، حيث تراجع مؤشر الدولار DXY بنحو 0.37 نقطة أو بنسبة 0.40% متراجعاً منس مستوى افتتاح جلسة اليوم الثلاثاء عند 93.94 ليتداول حالياً بالقرب من مستوى 93.55.

ويعود سبب تراجع الدولار الأمريكي خلال جلسة اليوم الثلاثاء إلى أزمة الطاقة العالمية مع تزايد الطلب وشح المعروض الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً ليتداول خام برنت حالياً أعلى مستوى 85 دولار للبرميل وكذلك خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوى 83 دولار للبرميل.

أزمة الطاقة العالمية تربك الأسواق وترفع معدلات التضخم

ونود أن نسلط الضوء سوياً على نتائج أزمة الطاقة التي يشهدها العالم حالياً فإذا تحدثنا عن الإتحاد الأوروبي سنجد أن معدل التضخم السنوي ارتفع إلى 3.4% خلال سبتمبر الماضي وارتفع شهرياً إلى 0.5% في سبتمبر الماضي على أساس شهري. يمكننا استنتاج أن ارتفاع أسعار الطاقة مثل الغاز الطبيعي والنفط الخام والفحم وغيرها قد انضمت إلى العديد من العوامل الأخرى التي أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم في الإتحاد مثل اضطرابات سلاسل الإمداد ونقص الأيدي العاملة الذي أدى إلأى ارتفاع معدلات الأجور وغيرها من العوامل الأخرى.

كما شهدت المملكة المتحدة خلال شهر سبتمبر الماضي أمراً مشابهاً مع معاناتها من أزمة نقص في امدادات الوقود إلى المحطات نتيجة قلة حادة في عدد سائقي شاحنات التوصيل، وهو ما أدى إلى أزمة طاحنة استدعت وضع الجيش الملكي على أهبة الإستعداد من أجل التدخل لحل الأزمة في حال استدعى الأمر ذلك، غير أن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها هناك في شهر أكتوبر الحالي.

 أما عن الولايات المتحدة نجد أن الرئيس جو بايدن عازماً على تقليل معدلات استخدام الفحم في الصناعة المحلية، في حين يعطل الديموقراطيين في الولايات الأمريكية الغنية بالفحم خطط الرئيس بايدن في التحول نحو الطاقة الخضراء. وعلى الرغم من خطط الرئيس جو بايدن في التوجه نحو إحلال الطاقة الخضراء محل مصادر الطاقة التي تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون في الهواء، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن محطات الطاقة الأمريكية في طريقها لحرق 23% من الفحم أكثر من العام الماضي وهو ما سيكون أعلى نسبة حرق خلال ثماني سنوات.

أسعار الفحم في الولايات المتحدة وصلت بالفعل إلى أعلى معدلاتها على الإطلاق، كما أن الطلب على مرافق الوقود الأحفوري والغاز الطبيعي المسال والنفط في ارتفاع دائم، وهو ما يشير إلى تعافي الطلب العالمي مع شح المعروض.

أما في الصين فتقوم الحكومة الصينية حالياً بجهود حثيثة من أجل معالجة أزمة الطاقة التي تعاني منها والتي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المصانع وهو أحدى العوامل المساعدة التي أدت إلى انكماش الناتج الإجمالي المحلي في الصين وانخفاضه من 7.9% إلى 4.9% على أساس سنوي. الآن الصين تعود مرة أخرى إلى التوسع في الطلب على الفحم من أجل معالجة هذه المشكلة على الرغم من تعهد الرئيس الصيني شي بتخفيض معدلات استخدام الفحم في الصناعة، وبالمناسبة، تشهد أسعار الفحم في الصين أيضاً مستويات قياسية مع تنامي الطلب على الطاقة.

إذا ما هي المعادلة؟

المعادلة تكمن في الآتي وهو أن مع بدء انحسار معدلات الإنتشار والوفيات بفيروس كورونا (كوفيد – 19) نتيجة انتشار حملات التطعيم على نطاق واسع، بدأ العالم في العودة إلى الحياة الطبيعية على نطاق واسع مع فك القيود والتدابير الإحترازية وهو ما يشير إلى عودة الحياة الإقتصادية إلى طبيعتها مرة أخرى وهو ما يتطلب أيضاً نمو في الطلب على مصادر الطاقة العالمية مثل النفط والغاز الطبيعي بأنواعه والفحم لا سيما أيضاً مع دخول فصل الشتاء، غير أن المعروض حالياً لا يلبي هذه الطفرة في الطلب على الطاقة حالياً. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار مصادر الطاقة الطبيعية عالمياً وبالتالي فمن المنتظر ارتفاع معدلات التضخم عالمياً أيضاً، الأمر الذي سيؤثر بالتأكيد على نمو وتعافي الإقتصاد العالمي والعودة مرة أخرى لمعدلات وأرقام ما قبل جائحة كورونا.

ومن خلال جميع ما سبق يمكننا استنباط واستنتاج السبب في تراجع الدولار الأمريكي اليوم، وهو بالتأكيد السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الذهب سواء نتيجة التراجع أو أيضاً نتيجة اتجاه بعض المستثمرين للتحوط في الذهب كملاذ آمن من الآن حيث أن الأزمة لا تزال في بدايتها فقاً لآراء بعض الخبراء والمتخصصين، مع توقع بعض المؤسسات المالية الدولية بوصول برميل النفط إلى 100 دولار أمريكي خلال فصل الشتاء (ديسمبر ويناير).

في النهاية يمكننا القول أن الذهب يرتفع في أوقات الأزمات مع اعتبار المستثمرين والمتداولين أن الذهب هو الملاذ الآمن في أوقات الأزمات أي كان نوعها. ومن المعروف لدى الجميع أن الذهب قد لامس أعلى مستوياته على الإطلاق خلال أزمة جائحة كورونا خلال شهر أغسطس من عام 2020 عندما لامس مستوى 2,075.00 تقريباً، ولكن أزمة فيروس كورونا تنحسر الآن والعالم يواجه أزمة طاقة بدلاً منها حالياً، ولذلك يمكننا توقع أن تكون سوق السلع سواء سلع طاقة أو معادن هي السوق الأكثر تدفقاً لسيولة المستثمرين والمتداولين خلال الربع الرابع من عام 2021 والربع الأول من عام 2022 ولنراقب الأجواء معاً.

التحليل الفني للذهب

الذهب

مع النظر في الرسم البياني 60 دقيقة يمكننا ملاحظة أن الذهب يتداول أعلى خط الإتجاه الصاعد المرسوم على الرسم البياني وهو أمر أيجابي من الناحية الفنية، مرتداً من اختبار هذا الخط خلال جلسة يوم أمس الأثنين. أيضاً استطاعت العقود الآجلة للذهب من اختراق مستوى 1,770.13 كمستوى مقاومة أفقي وتحويله إلى مستوى دعم أفقي خلال تداولات جلسة اليوم الثلاثاء وهو أيضاً أمر إيجابي من الناحية الفنية.

استقرار العقود الآجلة للذهب أعلى خط الإتجاه الصاعد وأعلى مستوى الدعم الأفقي الحالي قد يقود الذهب لاختبار مستوى المقاومة الأفقي 1,785.11 وهو المستوى الذي كنا قد أشرنا إليه مسبقاً في تحليلاتنا الفنية السابقة.

في حال اختراق الذهب لمستوى المقاومة الأفقي 1,785.11، فمن المتوقع أن يتجه الذهب لاختبار مستوى 1,800 دولار للأونصة كهدف ثاني وهو مستوى نفسي للذهب.

أما في حال هبوط الذهب وكسر مستوى المقاومة الأفقي 1,770.13 فمن المتوقع العودة لاختبار خط الإتجاه الصاعد، وقد نرى سلبية الذهب أيضاً في حال كسر خط الإتجاه الصاعد والإستقرار والإغلاق أسفله.

ماذا تقول المؤشرات الفنية عن الذهب؟

الذهب

يمكننا بوضوح رؤية عودة الذهب للإيجابية من خلال تطبيق مؤشر الإيشيموكو الياباني على الرسم البياني 60 دقيقة، مع قطع الحركة السعرية للذهب المتوسطات المتحركة للمؤشر باللون الأحمر واللون الأزرق والتداول أعلى كليهما.

يمكننا أيضاً ملاحظة قطع مؤشر المتوسط المتحرك باللون الأزرق لمؤشر المتوسط المتحرك باللون الأحمر ومن ثم التداول أعلاه وهو أمر داعم أيضاً لصعود الذهب.

في حال قطع الحركة السعرية للذهب لغيمة مؤشر الإيشيموكو الياباني الهابطة باللون الأحمر والتداول والإستقرار أعلاها، فذلك يعني أن مؤشر الإيشيموكو يدعم صعود الذهب بنسبة 100%.

نبذة عن المؤلف

محرر وكاتب ومؤلف مالي واقتصادي مع خبرة تمتد لأكثر من 12 عاماً في مجال تداول أسواق المال والأسهم العربية والعالمية.

هل وجدت أن هذه المقال مفيدة بالنسبة لك؟

إعلان