اتجهت العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية للتراجع بشكل واضح في الساعات الأولى من الجلسة الأوروبية التي شهدت في نفس الوقت ارتفاع
اتجهت العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية للتراجع بشكل واضح في الساعات الأولى من الجلسة الأوروبية التي شهدت في نفس الوقت ارتفاع ملحوظ في العوائد على إذون الخزانة الأمريكية، مما أعطى الدولار جاذبية أكبر أمام العملات الرئيسية.
ليهبط الجنية الإسترليني أمام الدولار دون ال 1.40 وأيضاً اليورو أمام الدولار دون ال 1.21، كما تمكن الدولار من تجاوز مُستوى ال 0.90 النفسي أمام الفرنك السويسري، ليصل إلى الآن لمستوى 0.9022 مع صعود العائد على إذن الخزانة الامريكية لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب أعيُن المتعامليين في الأسواق ل 1.38% من 1.21% كان عليها قبل بداية الإسبوع التي شهدة عطلة يوم الرئاسة في الولايات المُتحدة. بينما كان العائد على هذا الإذن بالقرب من 1% مع بداية هذا العام قبل حصول الديمُقراطيين على الأغلبية في مجلس الشيوخ أيضاً.
هذا الصعود الملحوظ في العوائد مع بداية الجلسة الأوروبية دفع العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية للتراجُع حيثُ يتواجد مؤشر ستندارد أند بورز 500 المُستقبلي حالياً بالقرب من 3,870، بعدما إستطاع مواصلة الصعود ليُسجل مُستوى قياسي جديد عند 3,934.9 خلال عطلة يوم الرئاسة في بداية الإسبوع الماضي التي شهدت أيضاً صعود مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي لمُستوى قياسي جديد عند 13,780.1 قبل أن يتراجع ليتواجُد حالياً بالقرب من 13,400.
فهذا الصعود المُتواصل في العوائد داخل أسواق المال الثانوية كان من الصعب أن تتجاهله أسواق الأسهم الأمريكية، لا سيما بعد هذه المُستويات القياسية التي حققتها مؤخراً والتي خلقت مناخ جيد لجني الأرباح إرتكازاً على هذا الإرتفاع في تكلفة الإقتراض داخل أسواق المال الثانوية، بينما يظل الإقتصاد الحقيقي مُتأثراً بضغوط أزمة كورونا التي لاتزال تُضعف الطلب على التشغيل بشكل عام.
ذلك وتنتظر الأسواق هذا الإسبوع بإذن الله حديث جديد من سكيرتيرة الخزانة جانيت يلن التي سبق وأكدت الإسبوع الماضي على ضرورة تواصل الدعم الحكومي حتى تعافي الإقتصاد من الأزمة مُطالبةً الكونجرس بسرعة قبول خطة جو بايدن المُقدرة ب 1.9 ترليون دولار لتحفيز الإقتصاد وتسريع خروجه من الأزمة.
بعدما سبق وأوضح أيضاً رئيس الفيدرالي جيروم باول أنه مازال الطريق طويل أمام سوق العمل للتعافي، بينما يتطلب الوصول لأكبر حصيلة ممكنة من الوظائف داخل سوق العمل مع استمرار سياسات الفيدرالي النقدية الداعمة والمُحفزة للإقتصاد.
كما أشار لتأييده لخطة بايدن لإنعاش الإقتصاد المُقدرة ب 1.9 ترليون رغم مُعارضتها إلى الآن من قبل بعض الديمقراطيين من حزب بايدن على رأسهم سيكرتير الخزانة الأسبق لورانس سامارس الذي يراها كبيرة أكثر من اللازم، بينما يقترح الجُمهوريين تقليصها لما يقُرب من النصف للموافقة عليها.
جيروم بأول من المُنتظر أن يُلقي بشهادته النصف سنوية الأولى في عهدة بايدن الجديدة أمام الكونجرس هذا الإسبوع وستطلع الأسواق بلا شك من خلال حديثه لمعرفة مدى إستمرارية دعم الفيدرالي للإقتصاد في ظل هذا الصعود الجاري حالياً للعوائد داخل أسواق المال الثانوية والذي ألقى بظلال سلبية على أسواق الأسهم.
بينما بدء يُسيطر على الأسواق مؤخراً تخوف من ارتفاع في التضخُم قد يدفع الفيدرالي في وقت أقرب من المُتوقع للحد من كمه التحفيزي والإتجاة نحو العمل على عرض النقود بتكلفة أعلى عن طريق خفض مُعدل دعمه الكمي أو رفع سعر الفائدة.
في حين يقترب فيه الدين العام الأمريكي حالياً من عتبة ال 28 تريليون (27,393 تريليون) بلغها إلى الأن، بينما لا يُنتظر رفع قريب للضرائب لتمويل عجز الحكومة المالي أو هذه الخطط الجديدة كما سبق وأكدت يلن أمام مجلس الشيوخ قبل إقرار تعيينها نظراً لضرورة تحفيز الإقتصاد المُلحة حالياً لمواجهة الضغوط الإنكماشية التي تُسببها أزمة كورونا.
وهو أمر يدعم الإقتصاد فعلياً لكنه يتسبب مع مرور الوقت في ارتفاع العائد المطلوب لمُخاطرة أكبر بتمويل هذا العجز المُتزايد، كما سبق وحدث في نماذج كثيرة حول العالم لا سيما خلال أزمة الديون داخل منطقة اليورو التي لحقت أزمة الإئتمان العالمي.
بينما لايزال يتصدر المشهد داخل الأسواق تواصل إرتفاع البيتكوين الذي إفتتح تداولات الإسبوع الجديد على فجوة سعرية جديدة لأعلى عند 57,441 قبل أن يصل لمُستوى قياسي جديد عند 57,614 تراجع منه ل 55,059 خلال الجلسة الأسيوية قبل أن يُعاود الصعود حيثُ يتم تداوله حالياً في بداية الجلسة الأرووبية بالقرب من 56,000.
هذه الإرتفاعات الجديدة جاءت بعد أن شهد الإسبوع الماضي بداية عمل أول صندوق تداول كندي في البورصة (ETF) مُقوم بالعملات الرقمية وهو عبارة عن سلة من هذه العملات يتم تداولها في البورصة، لتعمل تمامًا مثل الأسهم حيثُ تتقلب أسعار ال ETF ويتم شرائها وبيعها ETF طوال اليوم بخلاف الصناديق المشتركة (Mutual Funds) التي يتم تداولها مرة واحدة فقط في اليوم بعد إغلاق السوق.
ما يسمح بسيولة أكبر على تداولات العملات الرقمية ويزيد من ثقة المُستثمرين والصناديق الإستثمارية المُشتركة فيها، بعدما شهدت مؤخراً صعود مُتسارع منذ تصريح تسلا بإستثمار 1.5 مليار دولار في البيتكوين.
الأمر الذي أدى بالبيتكوين لتجاوز قمته السابقة التي كان قد توقف عندها في الثامن من يناير الماضي عند 41,691 ألف دولار وسط زخم شرائي مُتزايد الإسبوع الماضي جعله في صورة أقوى فنياً قد تمكنه من مواصلة الصعود وتكوين مزيد من القيعان المُتصاعدة.
وسط قبول عالمي أكبر وأخبار إيجابية أكثر بشأنه مثل اهتمام مورجان ستانلي بالإستثمار في البيتكوين بعد إعلان نيويورك ميلون عن نفس الشيء، كما جاء عن أبل دخولها في شراكة مع بيت باي للسماح لها بشراء مُنتجات أبل بالعملات الرقمية.
كما أعلنت ماستركارد من قبل عن قبول التعامل البيتكوين كوسيلة تمويل، كما أعلنت باي بال عن توسيع نطاق تعاملاتها بالبيتكوين ليشمل عملاء بريطانيا، كما جاء عن تويتر إنشاء صندوق يشمل عدد كبير من العملات الرقمية.
الأمر الذي أكسب المُستثمرين في هذه العملات المزيد من الثقة والشرعية رغم إنتقادات البنوك المركزية والحكومات لعدم إحكام الرقابة عليها حتى الآن كما أُضيف لهذة الإنتقادات انتقاد من إيلون ماسك نفسه أحد أكبر مؤيدي هذة العملات والمُساهم الرئيسي في تسلا بقوله “أن البيتكوين والإثريم أصبح سعرهم مُرتفع” بعدما تسبب الإعلان عن إستثمار تسلا مليار ونصف في البيتكوين في هذة الموجة المُتزايدة من الشراء في العملات الرقمية والتي جاوزت بقيمة المعروض من البيتكوين في الأسواق التريليون دولار.
لقد تشرفت كخبير أسواق بعمل تحليلات لعدد من السماسرة الذين يُقدمون الدعم بالتحليلات لعملائهم في هذا المجال و المرخصين من ال FCA البريطانية مثلAlpari UK وIKON FX و One Financial ، كما تنشُر عدة مواقع مُختصة بهذا المجال تحليلاتي الأساسية و الفنية باللغة العربية و الإنجليزية.