محبي الذهب والمتداولون الذي يركزون على تحركات الذهب دائما يبحثون عن اتجاه الذهب ومساره بالفترة المقبلة لذلك هذا التقرير يعمل على فك طلاسم الأحداث الأخيرة وكيف سيؤثر على الذهب.
تعرف على إتجاه الذهب بعد بيانات الوظائف الأمريكية
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
محبي الذهب والمتداولون الذي يركزون على تحركات الذهب دائما يبحثون عن اتجاه الذهب ومساره بالفترة المقبلة لذلك هذا التقرير يعمل على فك طلاسم الأحداث الأخيرة وكيف سيؤثر على الذهب.
الذهب وصعوده مرهون بعدة معايير أما أحداث إقتصادية أو سياسية تقتضي على المخاطر التوجه للذهب أو مؤشرات إقتصادية تقتضي استخدامه كتحوط من تقلبات الأسواق المالية لذلك في الفترة الحالية الذهب يتابع بحرص تحركات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث أن الذهب سيتفاعل بقوة مع التضخم غير المسيطر عليه أو التضخم المفاجئ فآذا أثبتت الأيام القادمة بأن ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة أصبح لا يمكن السيطرة علية وخرج عن السيطرة فسيكون هذا عامل كافي لصعود الذهب بقوة وبزخم عالي.
ربما أكد الفيدرالي ورئيسه جيروم باول بأن ارتفاع التضخم الحالي والبالغ 5.4% أتى نتيجة عوامل مؤقته أهمها عراقيل سلاسل الإمداد بسبب وباء كورونا وأغلاقات الكثير من الدول وربما مشكلة سلاسل الإمداد. ويتوقع الفيدرالي بأن التضخم الحالي مشكلة مؤقته ستنتهي بمجرد تسريع وتيرة التلقيحات وعمل الدول على فتح إقتصادياتها بشكل كامل ولكن السؤال الأهم:
متي سيتم فك مشاكل سلاسل الإمداد وخاصة بعد ارتفاع حالات الإصابات بفيروس دلتا المتحور؟
من الواضح أن الفيدرالي الأمريكي أصبح يتجنب ملاحقة التضخم مع إصراره بأنه سيكون مؤقتاً ولكن الفيدرالي بات يوجه تركيزه على سوق العمل و على تحسينه حيث ذكر جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي في منتدى جاكسون هول:
أن ما يهم البنك المركزي الأمريكي هو خلق فرص عمل وليس ضغوطات التضخم وقد ذكر بأنه يجب الإنتظار لقراءات بيانات التوظيف لشهر أغسطس والتي صدرت الأسبوع الماضي مخيبة للآمال وهذا ما كان ينتظره الفيدرالي.
بعد ارتفاع التضخم ومراهنة الأسواق بضرور تدخل الفيدرالي وبدء تشديد سياسته النقدية لكبح جماح التضخم وتخوف الأسواق بأن يصبح التضخم غير مسيطر عليه وكان جيروم باول لديه إصرار بأن التضخم سيكون مؤقتاً وبالتالي تجنب ملاحقته، لذلك الأسواق أصبحت تركز بشكل أكبر على سوق العمل الأمريكي والذي وجه الفيدرالي أهتمامه بشكل أكبر إليه والذي سيكون له دور كبير في تغيير السياسة النقدية للفيدرالي.
بعد تصريحات جيروم باول في منتدى جاكسون هول ببدء الفيدرالي بتقليص مشترياته من الأصول مع الإشارة بأن هذا لا يعني رفع معدل الفائدة ولكن الفيدرالي لم يحدد جدول زمني بتقليصة التدريجي من مشترياته من الأصول ولكن أكد بأنه لن يفعل ذلك سريعا قبل أن يكون هنالك بيانات اقتصادية داعمة لهذا الإجراء.
ومن ثم سيعد سوق العمل هو الفيصل الرئيسي لمجلس الإحتياطي الفيدرالي بعدما أشار جيروم باول الأسبوع الماضي أن الوصول للتوظيف الكامل كان شرطاً مسبقاً للبنك المركزي لبدء تقليص مشترياته من الأصول.
سوق العمل الأمريكي يسجل أدنى إضافة للوظائف الجديدة في 7 أشهر حيث انخفضت بشكل مذهل نمو الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس عندما ذكرت وزارة العمل الأمريكية يوم الجمعة الماضي أن أصحاب العمل أضافوا 235 ألف وظيفة في أغسطس أي أقل من التوقعات البالغة 750 ألف وظيفة، وسط استمرار الكفاح لمواجهة جائحة فيروس كورونا. وكان العزاء الوحيد هو تحسن معدل البطالة لشهر أغسطس إلى 5.2٪ بعد أن كان 5.4٪ في يوليو.
مما آدى إلي تراجع الدولار قبل معاودة إرتفاعه اليوم نتيجة بيانات التوظيف الصادمة.
معدل الشكاوي من البطالة قد تكون بعيدة عن معدلاتها الطبيعية التي كانت ما قبل الجائحة ما بين 200 إلي 250 آلف طلب إعانه كما أن معدل البطالة الذي يستهدفه الفيدرالي عند 4%.
– بعد الإعلان عن بيانات التوظيف الأمريكية المخيبة للآمال أشار بعض الخبراء: أن تقرير التوظيف قد يقضي على فرصة الإعلان عن التقليص التدريجي لمشتريات الأصول في 22 سبتمبر وقد يقضي على (احتمالية) وجود تلميح حول تشديد السياسة النقدية خلال الأجتماع المقبل في 3 نوفمبر مما يجعل أمر بدء تقليص الفيدرالي لمشترياته خلال الأشهر المقبله قد يكون مستبعداً، وبالتالي ربما نشد المزيد من الضغوط التضخمية التي من الممكن أن يكون لها أثراً إيجابياً على الذهب.
إن تباطؤ نمو الوظائف وصدورها بأرقام مخيبة للآمال يعد خسارة كبيرة. وعلى الرغم من ذلك انخفض معدل البطالة بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى 5.2٪. وهو أمر مهمًا بالنسبة لمجلس الإحتياطي الفيدرالي، الذي كان ينتظر ما يقرب من عامين حتى الآن لإعادة معدل البطالة إلى 4٪ أو أقل – وهو هدف آخر للتوظيف الكامل.
بدا أن بعض المستثمرين يعتقدون أن سوق العمل لا يزال قوياً وأن تأثير متحور دلتا على التوظيف وقطاع الخدمات سيكون مؤقتًا .. فهل ستراهن الأسواق على وجهة النظر هذه ؟؟
والدليل على ذلك هو أن ارتفاع مؤشر ناسداك إلى مستوى قياسي آخر في ضوء الرهانات على أن بنك الإحتياطي الفيدرالي سيبقى على السياسة التوسعية، مما سيؤدي إلى ازدهار في أسهم الشركات المنزلية (مثل شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل أمازون ) وأيضاً إلى خدمة الإجتماعات الافتراضية “زووم” .
لقد تحولت النظرة المستقبلية للذهب على المدى القصير إلى الاتجاه التصاعدي بعد أن أصبح التقليص التدريجي لمشتريات الأصول في شهر سبتمبر بعيدًا تمامًا عن الجدول، ولم يعد التقليص في نوفمبر أمرًا مؤكدًا، وسيستمر الإقتصاد الأمريكي في رؤية ضغوط تضخمية ويمكن أن يكون هذا هو العامل المحفز للذهب لاستعادة مساره الصاعد مرة أخرى وعودة بريقه.
تنتظر الأسواق بعض البيانات الهامة التي سيكون لها دور في تحديد مسار السياسة النقدية للفيدرالي.
– ستقوم الأسواق بدراسة بيانات مطالبات البطالة الأمريكية التي تصدر بشكل دوري أسبوعياً يوم الخميس للحصول على مزيد من القرائن حول قوة سوق العمل.
كذلك إصدار أسعار المنتجين يوم الجمعة لشهر أغسطس سيكون أيضاً موضع اهتمام بعد أن أظهرت بيانات يوليو أكبر زيادة سنوية منذ أكثر من عقد.
– الأسواق المالية ستترقب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التابعة لمجلس الإحتياطي الفيدرالي في الفترة من 21 إلى 22 سبتمبر لاتخاذ قرار بشأن الأسعار ومسائل السياسة النقدية.
كذلك يجب أن تعلم بأن الأسواق ستترقب أجندة أجتماعات الفيدرالي للجنة الفنية وهو:
أجتماع يوم 22 سبتمبر
أجتماع 3 نوفمبر
أجتماع 15 ديسمبر
والسؤال أي من هذه الأجتماعات سيتم الإعلان عند بدء الفيدرالي بتشديد سياسته النقدية بتقليص مشترياته من الأصول بشكل تدريجي وهذا ما ستراهن عليه الأسواق خلال الفترة المقبلة
مرفق لكم تحليل مصور شامل على تحليل :
المؤشرات الأمريكية #الداوجونز #ستاندردـآندـبورز 500 #الناسداك
#الذهب و #الدولار $البيتكوين
رابط الفيديو المصور
أتمنى أن يكون التقرير شامل ووافي للجميع
تقبلوا تحياتي
د. محمد الغباري
عملت في الأسواق المالیة منذ عام ٢٠٠٣م بمجال الفوركس بشركة ريمونت البريطانية ثم عملت كمدیر محافظ لدى إحدى الشركات الخلیجیة والتي تعمل في إدارة المحافظ بالبورصة السعودیة ثم عملت كمدیر تنفیذي بنادي خبراء المال للبحوث والإستشارات المالیة وفي ذات الوقت عملت كمدیر تنفیذي للإتحاد العربي للمحللین المالیین والتابع لمجلس الوحدة الإقتصادیة العربیة التابع لجامعة الدول العربیة وتلھا مدیر تنفیذي بمنتدى ھوامیر البورصة وھو أشھر منتى سعودي لأسواق الأسھم السعودیة حصلت على الدراسات العلیا في الأسواق المالیة من الأكادیمیة العربیة للعلوم المالیة والمصرفیة كما حصلت على الشھادة الدولیة في المطابقة والإلتزام من ICAS البریطانیة وحالیا أسست كیان جدید ”الأكادیمیة الإقتصادیة للتدريب والإستشارات المالية “ وأحتل منصب الرئیس التنفیذي للأكادیمیة وتم تأسیسھا ینایر ٢٠١٧م